رحلت كورونا بغير رجعة فماذا بقي وماهي الدروس المستفادة؟

بقلم إبراهيم العسكري

كمسلمين نيقن ان مجريات الكون كله تجري بأمر الله وله الأمر والتدبير والحكم في شؤنه ومخلوقاته فالدنيا لا تدوم على حال واحد فقد تحلوا حينآ ثم تغدر أحيانآ فهي لا تستقر على حال وسبحان من له الحكم والتدبير..!!

مرت بنا ايام وشهور امتدت لسنوات عصيبه على العالم اجمع حينما زار ذلك الفيروس الخفي الذي لا يُرىّ ولا يُسمعّ ولا يُفرق ولا يرحم ومقاومته غير آمنه مهما احتطنا له من قوة ومقاومة وعتاد ولقاح اوعقار طبي ..!!

انه فايروس كورونا (كوفيد-19) الذي أستبشرنا هذه الأيام انه يهم بالرحيل داعين الله ان يكون رحيله بغير رجعة فلسنا آسفين عليه فهو شر عظيم خلف للعالم بصمة سودا مظلمة متصدرآ بطولات كل الفيروسات السابقة له مثل الملاريا والكوليرا والانفلونزا وغيرها من الفايروسات الخفية القاتلة فضحاياه ومآثره السلبية لا تعد ولا تحصى حينما عطل حركة العالم اجمع وسطى وتسلل على الملايين فاوردهم القبور بلا رحمة ولاهوان..!!

ذلك المتسلل الماكر خلف الأحزان ويتم الكثير في أصقاع العالم فلا رده الله ولا احياه ولامن دعمه بالمد ان كان مدعومآ بخفية كما يشاع ويذاع..!!

لسان حال الكثير يقول له ارحل إلى الجحيم أيها الشرير القاتل أيها العدو الغادر فقد افنعت في تسلطك وأهلكت وأبطأت عجلة النمو الاقتصادي والعلمي وعطلت حركة التطوير وخلفت الكثير من المآسي لا اعادك الله الينا لا بمكر ولا بكرونا..!!!

قديمآ قيل ربما الخير في عُطَفّ الشر فوجع كرونا لم يكن خيرآ ولكن في جوانب توخي النجاة منه استفدنا الكثير ومنها تجنب خسائر كانت تنفق عبثآ في أنفاق ودهاليز قد تكون مظلمة في المقاهي والملاهي الحمراء وربما الخمراء في بلدان الغرب المظلم بالخطايا والعياذ بالله.

نحن كبلدان عربيه قد نكون مُنِحّنا خيرآ باعطاف ذلك الشر يجب أن لانفرط فيه فربما يكون توجيه وهبة ربانيه في تبسيط الإجراءات المعقدة وفي تخفيف سقف المبالغات والتفاخر في تكاليف الحفلات بأنواعها مثلما طرأ علينا مؤخرآ مثل تخرج لأحد الأبناء أو عيد ميلاد أو ترقية او حتى دعوة ضيف فنبالغ ونتجاوز المألوف وبالاخص ما كان يرهق الطرفين في تكاليف الزواجات وكذا المناسبات الخاصه والعامه وما يتبعها من استئجار القاعات والتطبيل والمطبلات والكوافير والكويفرات والمتكوفرات والمتجمهرين والمتجمهرات وغيرها من الخزعبلات..!!

لاحظنا اختفا المبالغات بزمن كرونا وادركنا انها لم تكن ذات قيمة ايجابية ولا أهمية بل اكتشفنا انها كانت مرهقة وربما تكسر ظهور كثير ممن لا يحتمل تكاليفها الباهضة ومواجعها المستقبلية…!!!

بزمن كرونا تقلصت تكاليف الزواج باكثر من ثلثين كانت تستهلك في ذبايح وقاعات وتطبيل وتطويل ومن أتى ومن لم يأتي مما لا يقدم ولا يؤخر…!!!

 

أرى أن تعي مجتمعاتنا مقاصد الخير واليسر الذي استقيناه من تسهيل التكاليف المرهقة
وأن نحافظ على مكتسباتنا لتكون في الأهم ونودع التفاخر والخسائر المبالغ فيها كتوديع كرونا داعين لها بلا رجعة.

ومضة.
وردني بالامس رسالة يقول نصها(هارد لك لمن يتزوج بزمن كرونا فقد انتهت التخفيضات.

اما انا فاقول ابقوا على التخفيضات ودعوا المبالغات لتربحوا..!!

بقلم:
إبراهيم العسكري

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com