بقلم /دولة بنت محمد الكناني
فتحت هاتفي..
تصفحت برامجه..
قرأت الأخبار فضاقت بي أرضي واحترت كبدي وغصصت بريقي وتكسرت بصدري كلمات لا أستطيع الافصاح عنها وبقيت سجينة فيَّ وطريحة لساني رغم قوة صدقها!
ثم مشيت أجر خطاي المثقلة المكبلة نحو عالمي ملتهبة الخاطر مفجوعة القلب آواه يا أمتي..
أسعفت قلبي بتلاوة القران وأخمدت بذكر الله ما أُضِرم بين جوانحي وتأجج بأضلعي ثم تناولت قصص العرب ،
آه ثم آه ياعرب..
قرأتُ للأبي الشامخ العزيز صاحب الطلعة البدرية والدرة العادلة عمر الخطاب رضي الله عن عمر..
في العهد العمري الأبي خاض المسلمون معركة مع الفرس فانتصروا وكيف لايكون النصر حليفهم والفاروق خليفتهم فَجِئ بزعيم العجم الهرمزان (_الله أكبر_) صاحب رستم الذي قتل في معركة القادسية، فقال له ابن الخطاب: ناصحًا داعيًا منصفًا أعرض عليك الإسلام نصحًا لك في عاجلك وآجلك.
فرد الهرمزان عليه قائلًا :
إنما أعتقد ما أنا عليه، ولا أرغب في الإسلام رهبة.
فدعا الفاروق بالسيف، فلما همَّ بقتله قال الهرمزان: يا أمير المؤمنين شُربة من ماء أفضل من قتلي على الظمأ فأمر له بشربة من ماء، فلما أخذها الهرمزان قال:
-يا أمير المؤمنين- أنا آمنٌ حتى أشربها؟
قال: نعم
فرمى بها الهرمزان وقال :
الوفاء يا أمير المؤمنين نورٌ أبلج!
قال الخطاب :لك التوقف عنك، والنظر فيك، ارفعوا عنه السيف.
فقال :يا أمير المؤمنين الآن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وماجاء به حق من عنده.
فقال عمر :أسلمت خير إسلام فيما أخرك؟
قال :كرهت أن يظن بي أني اسلمت خوفًا من السيف – الشجاعة إن وقعت في القلب وقعت_
فقال عمر:
ألا إن لأهل فارس عقولًا استحقوا بها ماكانوا فيه من الملك.
ثم أمر ببره وإكرامه!
ماذا عساي أن أقول شجاعة كافر ووفاء ونبل مسلم.
هل لي اليوم بهرمزان من الغرب!
وخطاب من المسلمين.!
لا وفاء ولاقيم ولا حتى إنسانية في حروب اليوم!
حروب الماضي لإقامة العدل حروب اليوم كثيرٌ منها سفك وتدمير وظلم.
تبًا للحروب،ثم تبًا للحروب.