بقلم – علي الشهري
في ظل انتشار الأخبار والتحذيرات في أمر خطر المرض الجديد؛ مرض جدري القرود هل يلتفت أحد إلى تواجد قرود البابون المؤذية في بعض القرى والمحافظات في المنطقة الجنوبية في عسير؟ هل ستُتخذ الإجراءات المناسبة لتحييد خطر تواجدها بين البيوت والمزارع والأسواق الشعبية؟
لقد أصبحت هذه القرود لا تهاب الإنسان بل وقد تهاجمه إذا كان وحيدًا، وقد تكرر هجومها على الناس في بعض المحافظات التي ابتليت بهذه الحيوانات الخطيرة، وليس هذا فقط الذي تفعله بل إنها كثيرًا ما تهاجم المزارع وتتلف المحاصيل الزراعية! وأما المُزَارِع فقد أصبح عاجزًا عن صد خطرها.
ومع هذا فإن خطر سطوتها لم يتوقف هنا فها هي تتوغل في القرى وتهاجم المنازل والبيوت، ومحافظة المجاردة ليست في منأى عن هذا الخطر المحدق فقد لحقها ولحق بيوتها وأسواقها ومزارعها الكثير من الضرر، وحتى وقتنا الحاضر لا يوجد ما يردع هذه القرود!
ولا أنكر أنه قد يكون للإنسان دور كبير في استجلاب هذه القرود بالقرب من المنازل؛ بترك النفايات قرب المنازل وعدم وضعها في أماكن مخصصة ونقلها إلى مكبّات خاصة بعيدة.
وصحيحٌ أن هذه الحيوانات ليست حديثة الوجود في المحافظات الجنوبية ولكن سابقًا كان للرعاة والمزارعين الكثير من المحاولات لردعها وإبعادها من المناطق وعدم السماح لها بالوصول قرب قُراهم، واليوم في ظل ضعف الزراعة والقطاع الرعوي ونزوح أكثر سكان القرى إلى المدن بحثًا عن الرزق والتعليم للأبناء والتنعّم في الخدمات المسهّلة للحياة؛ كالكهرباء والاسفلت وغيرها مما توفره الحياة المدنية المرفّهة أدّى ذلك إلى انسحاب القرود من رؤوس الجبال باحثةً عمّا تقتات عليه من مخلّفات ونفايات متناثرة في الشوارع.
وبعد ذلك كله فإن خطرها على المجتمع الإنساني من حيث هجماتها المتكررة ونقلها للأمراض لا يخفى على أحد، فمتى يتم رفع هذه المخلفات والنفايات من الشوارع في جميع المحافظات من قِبَل الجهات المختصة حتى يقل تواجد القرود الخطيرة؟
ومتى نرى دراسات قائمة وحلول مناسبة لردعها في المحافظات والمناطق، وهل من حلول مقدّمة من قِبَل الحماية الفطرية والبلديات يساعد في تحييدها وإبعادها؟