بقلم أ / صالحة القحطاني
قبل أيام عديدة أحتفل العالم بـ ( الأسبوع العالمي للتمريض ) حيث يتم الإحتفال بهذه المناسبة في جميع أنحاء العالم في الثاني عشر من مايو من كل عام، للإشارة إلى إسهامات الممرّضين في المجتمع والتي لاتخفى على الجميع ، وبالفعل أثبت “الجيش الأبيض” حين جثمت جائحة كورونا أنهم الخطّ الأول لمواجهة الأوبئة والأمراض المعدية والخطيرة، وكان لهم دورهم الفعّال ،وحضورهم القوي، وتضحياتهم الجليلة، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا، في حين كان الجميع ينعموا في بيوتهم آمنين مطمئنين على أنفسهم وعلى صحة أهليهم وسالمين من كل شر ، كان الجيش الأبيض في الجانب الأخر يصارع ويقاوم هذا الفايروس القاتل بكل بسالة، تاركين خلفهم الأبناء والأهل والبيت ومعظمهم الوطن وأمتد هذا الوضع لشهور عديدة ، قضوا فيها الساعات والأيام والليالي والأعياد ساهرين صابرين طوال أيام الجائحة سعياً لراحة المواطن والمقيم في هذا البلد الأمين، وخدمةً لهم على أكمل وجه ،حتى تجاوزنا بفضل اللهم ثم بجهودهم الحثيثة وتضحياتهم النبيلة تلك الجائحة المريرة، فلهم منا خالص الشكر والتقدير والعرفان ..
وكغيري الملايين ممن شاهد وتداول ليلة الأمس مقطع يظهر فيه مواطن حيث يقوم بالإعتداء على ممرضة سعودية بمقر وأثناء عملها وهجومه الغير مبرر والذي لايرتضيه أي مواطن حر ّشريف يعلم دلالة اليقين أنه (ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهنَّ إلا لئيم) وأنه ليس النبل أن تعتدي على من يخدُمك ، فكيف بالممارس الصحي ؟!
فهذه جريمة تستوجب العقوبة بنصّ القانون ،ومهما كان السبب والدوافع والمبررات فهذا خطأٌ كبير لايُغتفر إطلاقاً ،ولايوجد له أي مسوّغ للإعتداء على هذه الممرضة ، لاسيما هنالك طُرق نظامية يستطيع المواطن من خلالها أخذ حقه إن كان له حق من خلال التوجّه إلى : حقوق وعلاقات المرضى أو الإتصال بوزارة الصحة عبر رقمها الموحّد: 937.
فالإعتداء على الممارس الصحي في مقر عمله يعُدُّ (مخالفة) والإعتداء على إمرأة يُعدُّ (قلّة مروءة وخلُق)
حيث يوجد في كل مستشفى على طاولة الإستقبال لوحة للتحذير من الإعتداء على الطاقم الطبي تُفيد بأن( الإعتداء على الممارس الصحي لفظياً أو جسدياً جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات وغرامة تصل إلى مليون ريال ) وعبر ممرات المستشفيات لوحة أخرى تشرح حقوق المريض وعقوبة تجاوزها ..
فكم نحتاج لأخلاقيات التعامل مع الأخرين !؟
هل يدرك المجتمع كيف هي فرحة الممارس الصحي والممارسة الصحية بهذا المجال لدرجة تشعره أنه يحلّق فرحاً من السعادة لأنه سوف يكون عوناً بعد الله لراحة المريض ومعه ليتجاوز المرض والألم، حيث يعملون يومياً تقريباً 8 ساعات ومع ذلك صابرين وصامدين ..
فعظيم الشكر والتقدير والإمتنان للكوادر التمريضة،ودامت أياديكم وأجسادكم بصحة وعافية..
” لاتستهينوا بقوة السوشل ميديا والرأي العام ، سعيدة جداً أن تأثير الرأي العام كان إيجابي بنبذ ذلك التصرّف الهمجي وانتهى بتحقيق العدالة ، فشكراً لكل رجل وامرأة شاركوا بكلمة الحق ، وشكراً للقانون الذي يُربّي ويجعل هذه العقوبة رادعه لمن تسوّل له نفسه بإيذاء الممارسـ/ـه الصحيـ/ـه وجعله عبرة لغيره ورسالة قوية بأن قانون الغاب مرفوض، وكلنا ثقة بأن القانون سيتخذّ مجراه ، وسينتصر لها بعون الله .