بقلم الأستاذة /صالحة القحطاني
“الأمل يمحو الألم كما يمحو بياض الصباح سواد الليل ”
مع مطلع الفجر الوليد ننهض بدفء قلباً يحاكي الفجر بأداء الصلاة لنكون في-ذمة الله- حتى نمسي، ونعيش التفاصيل الروحانية وتسابيح الملائكة التي تضفي جمالاً وترابطاً وثيقاً بخالقنا تبارك وتعالى ، بإستحضار النية الطيبة لإغتنام هذا اليوم، وترديد أذكار الصباح بقلب يستشعر معانيها الدافئة ، مما يعكس على بقيّة ساعات ودقائق يومك بالسلام والطمأنينة، وينتشي القلب
وتنتظراً الدقائق لترى بديع صنع الله حين بزوغ أشعة الصباح النديّة وهي تطل بوجه خجول بأشعتها الذهبيه ،وسماع أصوات زقزقة العصافير كألحان الأغنيات، ترى الكادحين في الممرات، وبائعوا الخبز وأكواب الشاي، ورائحة القهوة في الطرقات تفوح فتزيدك نشوة وسعادة ، فتبتاع جريدة ورقية لاتجد فيها سوى أوراق بيضاء ،لأن العالم يعيش بسعادة فقد ولّى زمن الحروب والحقد والكراهية، نحن نعيش في عالم مليء بالحب والسلام والحنان والجمال ، فالسجون خالية من المساجين ، والمستشفيات تخلو من المرضى كباراً وصغاراً ، دور المسنين قد أُغلقت أبوابها، الحرب حطّت أوزارها ،لانزاعات ولاغربة، ولا فقر متقع، ولامشردون يجوبون الطرقات ،ولابؤساء يلتحفون الحزن رداء،الجميع يمشّط الطرقات بسعادة عارمة ،ويتبادلون حكايات الفرح ، وضحكات الهناء ..
فهذا الورق الأبيض إنطباعاً للبياض الذي يلفّ وجه العالم وقبل ذلك القلوب ، فلكم نود أن نرى صحفنا وهي تتزين بأخبار الفرح ،وتبثّ رسائل الأمل ، وتنشر عبير السعاده في القلوب، لنفتتح الصباح دون أن يعكّر صفوه الأحداث التي تمتلئ بها الصحف ومواقع السوشل ميديا مما يفسد عليك متعة الصباح ويغتال بهاءه وروعته، وتتسأل كما تسأل مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبدالمحسن :
الجريده..
ادري وش سر الجريده
به أحد .. يقطع وريده ..
وينزف أخبارٍ جديده ..
وحنا نقراها الصباح ..
دنيا مكتوبه فـ ورق .. دنيا من دم .. وعرق ..
دنيا مجنونه أرق .. وهمّ ..
إنسرق .. إحترق ..
المهم كلها أخبارٍ سعيده..
وحنا نقراها الصباح
لو طبعنا صفحة ما فيها خبر ..
لا حروف .. ولا صور
صفحة يملاها البياض ..
صفحة تملانا بياض .. وما يعكّرها الحبر ..
كان ذي الصفحة الوحيدة اللي اقراها الصباح ..