بقلم – محمد ابراهيم الالمعي
ذكر بايدن في جزئية من كلمته في قمة جـــــدة للامن والتنمية مؤخراً حيث قال: إن الأمور تصبح أكثر وضوحاً لي عن مدى علاقة الشرق الاوسط بمصالح الولايات المتحدة، ولن نغادر المنطقة ونترك وراءنا فراغ تملأه الصين وروسيا او إيران.
ماذكره يدعوا الى عدة تساؤلات مهمة ومنطقية وهي: أين هذا الكلام من بداية تسلمه للرئاسة؟ كيف يمكن ان يكون غير واضحاً لرئيس دولة مثل اميركا أهمية الشرق الأوسط للمصالح الامريكية بما فيها السعودية كونها تقريباً اهم دولة في المنطقة؟ لماذا كان يتعمد شرخ العلاقة بين البلدين حيث وضعها في اسوء حالتها؟ وبحجج واسباب تتعلق بحقوق الانسان والقيم الامريكية التي صدعوا رؤوسنا بها، في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن انتهاكات خطيرة ارتكبتها اميركا في دول مثل العراق وغيره، كيف يمكن لهذا التناقض ان يكون؟ من جانب آخر.. صحيح ان بايدن من حزب لا يتوافق في سياساته مع المملكة، ولعل ما حدث في عهد ادارة اوباما وهيلاري كلينتون وهم من الحزب ذاته وهو الحزب الديموقراطي اكبر دليل، ودعمهم لما يسمى بالربيع العربي، ودور المملكة في مواجهته، لذا فتوجهات الحزب لا يجب ان تكون سبب في خلق علاقة متوترة مع المملكة. حيث فعل بايدن من اول يوم رئاسي له. أيعقل ان يتطرق رئيس امريكي في اول خطاب موجة للشعب الأمريكي وللعالم، ويبدأه بإسم المواطنة السعودية لجين الهذلول، (ما زلت اتذكر طريقة نطقه لإسمها) لُووجاين آلهاذلوووووول…! ايعقل! ومالفائدة؟ والى اين يريد ان يصل؟ وعلى ماذا يدل؟ بالطبع انها دلت على ما حصل بالفعل الى علاقة سلبية ومتوترة بين البلدين.
وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، ذلك وضع المملكة في امتحان وتحدي، ناهيك عن التحديات الداخلية والخارجية الأخرى والمسؤوليات الإقليمية وأمور لا يوجد دولة في العالم تقوم ما تقوم به، لذلك هي السعودية العظمى. وبفضل الله نجحت هذه الدولة الموفقة وبسياسة حكيمة في إقامة توازنات جعلت الشرق والغرب يخطب ودها، وفرضت شخصيتها كدولة محترمة وقوية ومهمة.
وفي النهاية أتى بايدن الى المملكة بشحمه ولحمه لترقيع الشق ورأب الصدع، بل ووجه اليه الأمير محمد بن سلمان كلمة تحمل في طياتها مجموعة من الرسائل، حيث قال ان لدى المملكة قيم واخلاقيات يجب على العالم احترامها كما ان المملكة تحترم قيم واخلاقيات الدول الاخرى، وفيما يخص حقوق الانسان تسائل ولي العهد عن حادثة أبو غريب وماذا فعلت الحكومة الامريكية تجاهها، وماذا فعلت ايضاً في حادثة مقتل الصحفية الامريكية شيرين أبو عاقلة مؤخراً، في رسالة تشير الى ان التعامل بالمثل وبالندية هو ما ستكون عليه العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة. وفي الختام حققت زيارة بايدن للمملكة تصحيح العلاقة بين البلدين اعادة المياة الى مجاريها. كان من البداية يا بايدن..!