عبقريته الفذة وفكره الحر

بقلم / سميه محمد

الحروف تصبح جمل و الجمل تصبح كلمات و الكلمات تصبح قصائد و القصائد تتحول إلى قصص وروايات تروى للناس ثم تسجل في كتب ينبض بعبق التاريخ الذي صنع حضارة ..
ظلت هذه الحضارة تتطور بشكل ملحوظ حتى أصبحت من الدول ذات الشأن الكبير حتى هذا العصر دولتنا المملكة العربية السعودية التي يرجع تأسيسها إلى رجل أسمه نار على علم الملك عبدالعزيز آل سعود و قد أرتبط الملك بأسم عبد العزيز حتى بعد وفاته أحتراماً و تقديراً لأنجازاته التي من المستحيل أن تنسى و عبقريته الفذة وفكره الحر و ذكائه الحاد الذي جعل الدولة السعودي تستمر بعد أن وضع لها أساس قوي ومحكم ..
بعد سقوط الدولة السعودية الأولى ثم الثانية جاء الملك عبدالعزيز الذي أجتمعت فيه القوة والحكمة أضافة إلى تمسكه بتعاليم الدين الإسلامي و مبادئه مع حبه للخير وعطائه المستمر ..
أستطاع الملك عبد العزيز بشجاعته مع رجال تعاهدوا معه على الحق أعطاهم الملك عبدالعزيز الثقة و الإمكانيات التي أظهرت قدراتهم و صقلت مواهبهم ، و أعتمد عليهم في أمور كبيرة و شوارهم في أصعب الأوقات و أضيقها وعند أحلك المواقف سودا ..
بعد أن قضى الملك عبدالعزيز على أعدائه و الخونة الحاقدين الذي يترقبون زلته و يتربصون وقوعه في كل لحظة فغرتهم أمانيهم تغلب عليهم و على غيرهم فأسس ووحد دولة المملكة العربية السعودية
لا يمكن لأي أحد ان يعترض طريق الأسد لأنه الوحيد الذي يهجم على جماعة كاملة دون خوف أو تراجع ..
كتب الله له النجاح لنيته الصافية تفكيره كان من أجل الجماعة يتمثل في دولة تضم شعب يتوفر له كل مايحتاجه من أمور الحياة بأمن وسلام و رفاهية ..
بعد التخطيط العسكري ثم التنفيذ المبهر بقتال لأجل الحق و الحرية نتج عنه دولة مترامية الأطراف لها كيانها وأستقلالها ..
تملك الملك عبدالعزيز آل سعود مستحقاً الملك بجدارة ..
قرب الشيوخ ورجال الدين والعلم وطلب متهم ان يعلموا الناس في المساجد و الكتاتيب والمدارس وفي كل بقعة على أرض السعودية الطيبة يتمكنون من التعليم فيه فهو متيقن ان من يتمسك بالدين والعلم ترسخ لديه المبادىء الصحيحة المبنية على العدل و القوة والحكمة ، و قبلها توحيد الله و من ضمن ذلك أن الملك عبدالعزيز ساعد الإمام محمد عبد الوهاب .
وقال له : أمضي في طريق الحق وإنا معك اساعدك و ادافع عنك و اوفر لك ماتحتاجه .
الله لا يخذل من يقيم دينه و ينشر كلمته بل يسخر له من في إلارض والسماء فأعطى تشجيعه لمحمد عبد الوهاب طاقة كبيرة جعلته يدخل المقابر و يهدم الأضرحة التي كان معظم الناس في ذلك الوقت يتبركون بها و يستغيثون مما أدى إلى دخولهم في الشرك وهم لا يعلمون فداحة ذنبهم ، أخذ محمد عبد الوهاب يدعوا الناس لتوحيد الله ونبذ مايفعلونه من تعاليم و طقوس دخيلة مع شرحه ان مايقترفونه من خطأ هو عن جهل و غير دراية منهم اما الآن فهم يعرفون الصواب فلا حجة لهم بعد ذلك حتى بدأ الناس يستمعون إليه و يفهمون معنى كلامه و يستوعبونه فعاد معظمهم إلى جادة الصواب بعد التوبة النصوح ..
بعد تفتح عقول الشعب واستنارة قلوبهم و معرفتهم لأمور دينهم و دنياهم .
فكر الملك عبدالعزيز ببناء هذه الدولة و تطويرها فيجب أن تواكب في تطورها الدول العظمى وان كانت في بدايتها فمن البداية تبدأ مسيرة النجاح فأمر أن يرسل لعدد من شركات البترول الأجنبية التي تنقب عنه وتسعى لاكتشافه وان أكتشف النفط في المملكة العربية السعودية سيستطيع أن يطور المملكة تطوراً مشهوداً لانظير له ..
حدث ذلك بالفعل حضرت إحدى الشركات وتم البحث و التنقيب عن البترول وكانت عملية مجهدة و مكلفة استمرت لثلاث سنوات دون يأس من الملك عبدالعزيز حتى تم أكتشاف بئر سبعة في الدمام أول بئر نفطي في المملكة العربية السعودية بعد ماتم قبله حفر سبعة آبار لم تثمر عمليات الحفر فيها قرب مدينة الظهران حالياً .
بدأ بئر سبعة يضخ بأستمرار و في :
( ١٦ أكتوبر ١٩٣٨ )
أرسلت برقية إلى الملك عبدالعزيز آل سعود تفيد بوجود النفط بكثرة و بكميات تجارية تسمح بالتصدير ، ثم تم تصدير أول شحنة من النفط من رأس تنورة بحضور الملك عبدالعزيز نفسه عام ( ١٩٣٩ ) .
ثم ظهرت الاكتشافات المتتابعة بعد ذلك فظهر حقل الغور و منيفا و السفانية خلال العقود التالية لتصبح المملكة العربية السعودية أكبر منتج للنفط في العالم بعد مرور أربعة عقود من أول أكتشاف نفطي فيها ، واستمر بئر الدمام سبعة في الإنتاج على مدى ( ٤٤ ) عاما على أكتشافه حتى أغلق عام ( ١٩٨٢ ) بعد أن أنتج حوالي ( ٣٢ مليون و نصف المليون برميل من النفط ) ..
بعد أكتشاف بئر سبعة وغيره ثم تصدير كميات منه تنفس الملك عبدالعزيز الصعداء و هو يحمد الله تعالى فهو الآن بكل ثقة سيبدأ مسيرة جديدة في تطوير هذا البلد الغالي فوضع وزراء منهم من أخوة و أبناء الملك عبد العزيز و من ورائهم مسؤلين احضروا شركات أجنبية للبناء و استعانوا بمن لديه خبره من الشعب السعودي كذلك شارك معظم الشعب السعودي في البناء بأيديهم التي فرح أصحابها بانهم سيطبعون بصمتهم الأولى على هذا التقدم والتطور ..
فبدأت مرحلة جديدة من العمران فأمر الملك عبد العزيز ببناء البيوت الحديثة في جميع مناطق المملكة ، توزيع الأراضي لتبنى عليها البيوت ، عبد الطرق الصحراوية و الجبلية ، قام ببناء المساجد و المدارس و المستشفيات ، الحدائق ، رص الشوارع ، توفير المواصلات على الأرض و في الجو و عن طريق البحر ..
أضافة إلى بناء الدوائر الحكومية من محاكم و جوازات و مكاتب ضمان اجتماعي حتى تكون مصلحة الشعب السعودي لها الأولوية و غيرها من الأعمال الرائعة التي لايمكن حصرها بينما عقلية الملك عبد العزيز كانت تفكر بها ليل نهار حتى تحققت على أرض الواقع ..
عندما أدخل الملك عبدالعزيز أول سيارة إلى المملكة العربية السعودية أعترض الكثيرين من الجهلاء فأجتمع بعض شيوخ القبائل لمقابلته في مقر حكمه فلما عرف بذلك امر بأدخالهم .
فقالوا له :
لا نريد هذه السيارة أنها فساد علينا و من شدة جهلهم أدعوا أنها تعاكس نسائهم .
فماذا قال الملك عبدالعزيز ؟!
قال : أنا أحتاج لكم ساعدوني بقبولكم التطور ان يعيش أبنائكم و أبنائي و أبناء هذه المملكة في رغد يتوفر لهم كل مايحتاجونه ، ساعدوني على إلا يعانوا مثلنا دعوا كل الأجيال التي ستأتي تدعوا لنا بالفردوس الأعلى من الجنة و تذكرنا بالخير لأننا وفرنا لهم أسباب الحياة الكريمة مع تمسكهم بالإسلام مكللاً بالعزة و الكرامة .
بلى كل الأجيال التي جائت بعدك تدعوا لك أيها الملك الراحل عبدالعزيز و هي تتكلم عنك دائماً بالفخر و العزة التي معها شعور المحبة ..
أستمر عبد العزيز في تطور المملكة خاصة الحرمين الشريفين و توفير كل مايلزم لهما من جميع النواحي ، و لم ينسى قضايا الدول العربية والإسلامية واي دول أخرى تحتاج للمساعدة فلها الأهتمام و الأهمية ..
أصبحت المملكة العربية السعودية بلداً يحسب لها ألف حساب مع الاحترام و التقدير ..
ولازال أخوة واولاد و أحفاد الملك عبدالعزيز يسيرون على خطاه ويتبعون نهجه فهم على عهده في التمسك بالدين الإسلامي و طلب العلم و التطور و أعتبار الشعب كله أبناء لهم مسؤلين منهم و عنهم .
كذلك الشعب يحب بلد المملكة العربية السعودية و يحب حكام آل سعود و يحمدون الله دائماً أنهم شعب المملكة العربية السعودية ….*

شاهد أيضاً

كلوا وأشربوا في بيوتكم لتجنب التسمم الغذائي

عبدالله سعيد الغامدي قبل أيام أعلنت وزارة الصحة إصابة 15 شخصاً في الرياض بأعراض تسمم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com