بقلم / فلوة العائض
عندما كان يُعلم طلابه التقدير بإحدى استراتيجيات التعليم سألهُ أحد الطلاب:
_ماذا لو قدمنا حرف الياء على الواو هل سيختل سلم الحروف الأبجدية؟
_توقف برهةً من الزمن صوت المعلم متأملاً السبورة التي أمامه المليئة بالكلمات والألوان.
فقد كان يريد أن يجد مكانًا فارغًا ليضع بها إجابة للسؤال.
فاجأ مدير تعليم إحدى المناطق صباح هذا اليوم أحد معلمي إحدى المدارس
(بقبلة تقدير) لهُ نظراً لما رآه من تمكن طلاب هذا المعلم من مادته.
حقيقةً ردة فعل المدير أقل تقدير يُقدم لذلك المعلم ويُشكر عليها.
٥ أكتوبر يوم مميز للمعلم يستحق أن يُكرم فيه كل معلم فالرسالة التي يحملها عظيمة وثقيلة على كتفه.
لو سألنا أنفسنا مانوع الاحتفال الذي يحدث في (يوم المعلم)سنجيب سريعاً دون تردد بأنهُ مُكرر قليلٌ من الثناء في إذاعة الصباح وعددٌ محدود من الورق وفي جانبها قطعة حلوى.
ماذا لو كان احتفالنا به بشكلٍ مُغاير لكسر روتين ماتعود عليه المعلم في هذا اليوم؟
قبل أيام احتفلت شقيقتنا(القهوة) بيومها وكان احتفالها احتفال يليق بها من وضع لايكات(الفنجان) ومن عروضات لمحبي القهوة ومرتادي الكافيهات.
فماذا لو كان ٥ أكتوبر يوم مميز فعلاً بوضع لايكات خاصة عن (المعلم) وعروضات خاصة بيومهِ عِرفانًا وتقديرًا لرسالته.
ألا يستحق المعلم أن يُقدر من الجميع وخاصة في يومهِ؟!
في نهاية درس المعلم في يومه المميز قدم لهُ طلابه هدية ثمينة عبارة عن كلمات امتنان خرجت من أعماقهم وقدموها بشكلٍ لطيف على أغصان أوراقهم من الثناء والمدح لمعلمهم الذي زرع بداخلهم حب التقدير.
وقبل أن يُغلق المعلم صفحة يومه دّون على السبورة حروف من الذهب:
تعلمتُ من يومي أن التقدير المعنوي يبني أجيالاً مُلهمة ومبدعة تبدأ من كلمة (أنت) من علمني فبيض الله وجهك.
فلوة العائض