بقلم / د صالح الحمادي
كانت ليلة مدهشة في تفاصيلها جميلة في معطياتها، عزف فيها قائد أوركسترا العطاء والوفاء رئيس المجموعة ناصر بن عبد الله العواد وبقية أعضاء المجموعة أجمل سمفونية الروح الجماعية الأخاذة بصالة عسير في فندق قصر أبها بحضور رموز ثقافية، ومعرفية وقيادات، وقدوات من أنحاء الوطن الذي يمتد عطاء وإبداع ثمره اليانع من التراب إلى التراب ومن الماء إلى الماء دون تميز أو تفرد ناحية على أخرى، في لوحة انصهار وطني حقيقي.
ليلة يا هي ليلة تبختر فيها قمر الحضور في سماء أبها، وجدل المكرمون أشعة الشمس على ضفاف المدينة العاشقة، والمتيمة بالضيوف على كافة الاطياف، ليله يا هي ليلة تصافحت فيها القلوب، وهتفت فيها بهجة الحياة، وردد الجميع أناشيد الذكريات الجميلة في حضرة رموز غابوا عن أبها سنوات وسنوت، لكن وفاء مؤسسة قدوات لهم أعادهم للمكان، والزمان من باب الوفاء الذي يستحقونه، والتقدير الذي هم أهل له.
بدأت التراتيل الإبداعية من خلال أديب أبها المتجدد أحمد عسيري الذي قطف لنا من بستان ثقافته أجمل العبارات، وسبك لنا قطع أدبية لا يجيدها غيره، ثم أتى الصوت الشجي البروفيسورعبدالله حامد ليقدم نموذج كلمته الضافية، وكأنه يسرد الياذة هوميروس بأسلوب ممتع، ومنصف لكل رمز من الرموز المكرمين وكانت الكلمة عطر المسرح الذي اشع بظهور شخصيات كرمتها الدولة وأتوا ليكرموا رموز هذه الليلة التاريخية، وكان قائد الأوركسترا كعادته يوزع عطر التكريم، وريحان الشهادات والميداليات التكريمية، وفي اليوم التالي كانت الجولة على صرح جامعة الملك خالد التي يفخر بها كل سعودي، بل يعتز بها أمير عسير تركي بن طلال بن عبدالعزيز صاحب البصمة الأدائية الإشرافية القيادية التي أتت بورش متتالية، واجتماعات حاسمة، ومتابعة جادة من سموه لكل التفاصيل حتى تمت الولادة القيصرية بمشروع عملاق يتربع على هرمه رئيس الجامعة الدكتور فالح السلمي بعد أن قاد منظومة العمل الإنشائي والأكاديمي بكل اقتدار، لينتهي الحدث التكريمي السنوي الذي تقيمه “مؤسسة قدوات عطاء ووفاء” وسط حفنة من الأسئلة المدهشة في صياغتها بعد أن تعبت أمني الأسئلة بالإجابة.
من خطف أضواء هذه المناسبة التاريخية؟ هل هي الأمير الجوهرة بنت فهد بن محمد آل سعود مؤسسة جامعة نورة؟، أم عالمة الابحاث الدكتورة فاطمة بنت سعيد الهملان، أم العبقرية المهندسة مشاعل الشمري أول مهندسة طائرات – والصواريخ والمركبات الفضائية، أم اللواء عبد القادر كمال بمشاعره الفياضة، وحضوره اللافت رغم ظروف التي كادت تغيبه عن عسير التي أحبته وأحبها؟
كلهم سرقوا الأضواء من بعض وكان لقائد الأوركسترا النصيب الوافر لأنه قدم عمل تطوعي رائع بمبادرة كانت وليدة لحظاته ثم لمست الوزارة نجاحاتها ونقاء أهدافها فاعتمدتها رسميا، وأصبحت ايقونة للعمل الجمعي التطوعي، وبقي أن أشير لحرص أمير عسير على دعم أي مبادرة فردية، أو جماعية وهذا الأهم، أما السؤال الحائر فهو لماذا صفق الحضور ليوسف الثنيان أكثر من العباقرة المكرمين؟