وداعًا للأمنيات لأعيشها بصدى الذكريات

بقلم الكاتب / إبراهيم العسكري

غالبا اتألم بطبعي العاطفي بكل ما اراه يكدر صفو الحياة ففيها العجب والعجاب لاتكاد تخرج من موقف او ظرف محزن الا ويتجدد صنع ظروف واقدار في الغالب تكون مفاجئة للزمان والمكان ويزداد سوءًا حينما يحدثها صنع البشر بظلم او عدوانية فتكدر ملذات حياتنا وتنكس الحب لاحزان متتالية.!
حينما كنت صغيرآ اتجاهل اغلب الاحداث السيئة واستطيع ان احتال على نفسي الامارة بالهروب من الواقع واستنجد الله في اللطف واوجد لنفسي داعمًا معنويآ بان اضع حد لما يلوث المشهد بان اعتقد واجزم بان يكون القادم افضل واجمل وان بمقدوري ان احدث لنفسي ومن حولي اهداف محدده توجد لنا اسباب السلامة من كل شر وتوجد لنا السعادة ونسيان كل المنغصات ومعها نتجاهل كل الم وآثار بقية الجراج وتبعياتها لنمرق من خلالها لحياة افضل بلا احزان فتنطلي حينها على النفس الضعيفة الاحتيالات باننا قادرون على تمزيق كل الاحزان لتحل مكانها الاماني فقط وان غد موعد يظهر فيه النور ويتجلى الظلام وكل الاماني وان لم تتحقق على الاقل تحدث لنا عبورآ يبتل الي حد ما بالرضى مع العلم ان اغلب الاماني يحذوها الفشل اكثر من النجاح لأن ذلك ليس بايدينا الا مجرد امانٍ كالسراب يحسبه الضمآن مع البعد ماءً.
مع عبوري بوابة العقد السادس اصبحت ادرك ان الاماني رخيصة لا تحتمل تعليق كل احتياجاتنا بها بمجرد انها امنيات هي اقرب للفشل من النجاح..!!

بعد امنيات ابتدأ المشوار اصبحت ادرك انني قطعت مشوارا طويييل كنت مؤملآ انه لا يزال بعيد بالاماني وليس من السهل اللحاق به ..!!
هنا ارى جليا انني وصلت لمفترق طرق موحش لم تعد قواى ولا متعة الاماني تساندني في ازالة كل العوائق التي تصادفني فيه فالطريق متشعب والبوصلة تقف حائرة بين الدلالة والعتمة والضياع ..!!
اكتسيت في دربي الاخير شعرآ ابيض اوشك ان يغطي جسدي فلم اعترف بكبريائي عن المه ولم اشعر بوخزاته المتتاليه..!!
لكن استدركت ان الاماني والاحلام لم تعد تخدمني ولم تعد تصدقني حينما قالت لي يوما ماء كلما كبرت ومرت بك الايام استقويت وابهرت وزاد النشاط والهمه والعمر كما يقال مجرد رقم .!
ادركت ان الامانِ كاذبة وان كل الاماني غرتني بملذات سرعان ما تذوب واصبح العكس صحيح فكلما زادت الايام نقص العمر وكلما كبرنا زاد الوهن والهوان واقتربنا من خطوط النهايات ويالله حسن الختام..!!

استودعك الله ايتها الاماني فقد خدمتيني في مقتبل حياتي واسعدتيني كثيرا واخيرا هزمتيني فلم اعد اثق بكِ حينما علمت انكِ لم تعدوا مجرد اماني تلاشت معها مطامعي في الحياة الدنيا لابحث عن طوق النجاة القوي الصادق..!!

هنا ادركت انه آن الاوان للتزود بالعدة والعتاد وخير الزاد في رحلة نبلغ معها المراد برحمة رب العباد
فتزودا فان خير الزاد التقوى..!!

بقلم:
ابراهيم العسكري

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com