بقلم الاستاذ/ عوض بن صليم القحطاني
في حفل تخرج جامعة الملك خالد باأبها لعام 1444هـ شاهدنا كغيرنا التهاني وفرحة التخرج بين مدرجات المتفرجين ..
ولكن في زاوية معينه كان هناك رجل مسن شاهدة الجميع وهو يضم تلك الفتاة (ظنا منهم انها ابنته) ومن ثم بكى وابكى كل من شاهده .
تعالت الاصوت والكل يهلل و يهني ذالك الاب بتخرج ابنته ويهنئ تلك الفتاة على الاب العظيم ..
ولكن كانت المفاجأة تتعالى بعد حفل التخرج ان الخريجة/ سميرة لم تكن ابنته ..
بل كفلها العم سلطان القحطاني منذ ان كانت طفله ورباها وكانت ابنتهم من الرضاعه ..
اغلب من شاهد تلك القصه بكى بعد ان عرف قصة تربية اليتيم ..
انها دموع حضانه اجر اكثر من عقدين من الزمان لايعرف طعمها الا كافل اليتيم ..
فهنيئا له قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة:220]
وهنيئا له ماورد في حديث سهل بن سعد حيث قال: قال رسول الله ﷺ: {أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما}أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم، برقم (2983).
العم/ سلطان علمنا درسا واقعيا في (كفالة اليتيم) تلك الدموع التي رأها الملايين ليست زورا أو لاجل رياء بل كانت محط الاسرار حتى أعلنت دمعته وضمته فكانت شاهدا له امام الملاء وقال بلسانه الطيب انها بركة علينا في البيت فقد احسن تربيتها وزوجها ..
يالله ماجمل ذلك الشعور هنيئا له ادخل السرور على قلب مسلم ..
فالسَّعِيدُ مَن أَقَامَهُ اللهُ -تعالى- في قَضَاءِ حَوَائِجِ العِبَادِ، روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -ﷺ: “إِنَّ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- خَلْقَاً خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ, يَفْزَعُ النَّاسُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ, أُولَئِكَ الآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ”.
وروى أَيْضَاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ-: “إِنَّ للهِ عَبَّادَاً اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ”.
وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُما- عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ- قَالَ: “أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ -تعالى- أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ, وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ -تعالى- سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ, أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً, أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنَاً, أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعَاً”.. الحديث”
وعن عبدالله بن عمر (رضي الله عنه) قال: قالَ رسول ﷺ: {المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ} رواه البخاري.
يَا عِبَادَ اللهِ: هَنِيئَاً لِمَنْ يُسَارِعُ في صَنَائِعِ المَعْرُوفِ, وقَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ,
روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ “صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ”.
فيحرص المسلم إذا سمع او رأى مثل هذا على أن لايفوته مثل هذه الأعمال التي تبلغ به المنازل العالية عند الله -تبارك وتعالى، وهذا من فضل الله، ومن لطفه بنا أن الإنسان يصل إلى درجات عُلى بأعمال يسيرة لاتكلفه كثيراً.
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى الخير، وأن يعيننا على طاعته، ويغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
الاستاذ/ عوض بن صليم القحطاني
كاتب واعلامي سعودي (مدرب تنمية بشرية)