محاولة إثارة الفتنة في الحج

بقلم / زارب بن علي آل معدي

أكثر الناس لا يعرف الفتنة إذا أقبلت ولكن يعرفها إذا أدبرت فقط ،أما العالم من الناس فأمر آخر ، قال الحسن البصري رحمه الله: «العالم يرى الفتنة وهي مقبلة، والناس لا يرونها إلا وهي مدبرة»، ومن أعظم الفتن فتنة التفرقة والاختلاف وظهور الفرق والجماعات، داخل الأُمة الإسلامية فهذا من أعظم الفتن ، والشريعة جاءت بتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، وكما أن دفع الفتنة قبل وقوعها خير من رفعها بعد وقوعها والمطلوب هو تلقي الفتن بمقتضى الدلائل الشرعية من المكلف أيا كان في أي زمان أو مكان أو على أي حال ، وبناء على ما سبق فإنه من المؤسف جداً أن يخرج لنا ممن يزعمون بجواز الحج بلا تصريح دون أن يراعوا ذلك الضرر على مصلحة الأمة ، وضيوف الرحمن ، وسلامتهم بالمشاعر المقدسة ومنع الفوضى ، أو أن يراعوا أنظمة وتعليمات دولة مستقلة مثلها مثل أي دولة تنظم زائريها بالمئات والعشرات على مدار السنة ، وحياة سكانها والمقيمين عليها ، فما بالنا بتنظيم المملكة من 2-3 ملايين حاج في زمنٍ واحد ومكان واحد ، نجحت فيه المملكة والحمدلله بإدارة تلك الحشود المليونيه منذ عشرات السنوات الماضيه والحالية وكل عام وهي تبدع أكثر في زيادة الراحة والخدمات والتنظيم بعناية فائقه وجهود مكثفة ومكلفة يشهد لها عقلاء العالم بأسره ، ولايأتي أي نجاح إلا بتنظيم ودراسة معينة وتحت ظل مسئولين أكفاء ، وتنسيقات دقيقة، واحتياطات كبيرة ، وبموافقة واحتساب نسب معينة من الحجاج لكل دولة اسلامية على قدر استيعاب المشاعر المقدسه لهم ،ومن أجل ذلك وللصالح العام تم الترتيب سنوياً بضرورة طلب تصريح لمن يرغب الحج لمعرفته والترحيب به ولخدمته وسلامته والعناية به لحين عودته لبلاده وكذلك مثله المواطن السعودي والمقيم داخل المملكة يتطلب الامر أخذ التصريح لتنظيم الحج بشكل علمي وعقلاني وذو مسئولية لضمان خدمة وسلامة تلك الملايين من الحجاج ، أما من يخالف ذلك ويأتي بطرق ملتوية وبدون تصريح صحيح فهي مخالفة صريحة وقد قال الله تعالى (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) فلماذا لايطلب الحاج تصريح الحج من بلده كما بالأنظمة والتعليمات ويكون على يقين من سفره وحله وترحاله وعمله دون أن يتتبع المخالف طرق أخرى مخالفه قد لاتضمن سلامته وقد تعكر صفو الحجيج وخدماتهم وسبل راحتهم وأمنهم ، ويعتبر من يفعل ذلك مخالفاً لأمر ولي الأمر هنا أو هناك ، ومخالفة لتعليماته التي ما صدرت إلا تحقيقا للمصلحة العامة، ودفع الضرر عن عموم الحجاج ، وإن كان الحج حج فريضة ولم يتمكن المكلف من استخراج تصريح الحج فإنه في حكم عدم المستطيع قال الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم).

وقد وضعت الدولة السعودية حفظها الله الأنظمة والتعليمات التي تهدف إلى ترتيب استقبال الحجاج والعمار والزوار للعالم الاسلامي ، وتنظيم حركتهم وتنقلاتهم كي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسكينة وسلامة وأمان، ‏منذ وصولهم إلى الحرمين الشريفين حتى مغادرتهم، فالتزام مريدي الحج بالتصريح يحقق مصالح جمة من جودة الخدمات المقدمة للحجاج في أمنهم وسلامهم وسكنهم وإعاشتهم ويدفع مفاسد عظيمة من الافتراش في الطرقات الذي يعيق تنقلاتهم وتفويجهم أو سلوكهم طرقات مخالفه تعرضهم لحرارة الشمس أو خطر الأودية والسيول والطرقات الوعرة أو تعرضهم للنصب والاحتيال سواء من شركات بلدانهم بالخارج أو من الداخل وتقليل مخاطر الازدحام والتدافع المؤدية إلى التهلكة، وعدم الالتزام باستخراج التصريح يؤثر على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدمة للحجاج وعلى خطة تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر ، وطاعة ولي الأمر هنا وهناك واجبة لأنهم هم الخط الأول المسئول عن التنظيم والسلامة ومعرفة مصلحة رعاياهم وسلامتهم واذا اراد الحاج تحميل المسئول لمسئوليته فعلى الحاج السمع والطاعة لما يقول المسئول والالتزام باستخراج التصريح للحج واتباع تعليمات السلامة والدولة المضيفة وذلك من طاعة ولي الأمر في المعروف قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وما صدرت تلك التعليمات إلا تحقيقا للأمن والسلامة للحجيج وللمصلحة العامة، وإن كان الحج حج فريضة ولم يتمكن المكلف من استخراج تصريح الحج فإنه في حكم عدم المستطيع قال الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم).

لذلك فإن ممن حرّض على الحج بدون تصريح لايعي من كلامه سوى الفشل الذريع بأفكاره والإساءة الى البلد المعطاء المملكة العربية السعودية حكومة وعلماء وجنود ومجتمع وبشتى القطاعات وماتقدمه لخدمة المسلمين ومن ثم جهالة ذلك المفتي وماتسبب فيه لبعض الحجاج من هلاك ودمار ومخالفة صريحة خارجة عن الأنظمة ومصالح الأمة أضرت بالأنفس والأمن والسلامة لبعض الحجاج ، والمصلحة العامة ، ممن استجاب للجاهل وفتواه ، فأوقع الناس بالفتنة ، ونتائجها المشينة ، وأتمنى أن يُحاسبون على فتواهم هذه وماهم إلا أصحاب فتوى للفتنة ولايعون شيئاً من المسئولية لا بالعقل ولا على الواقع لطبيعة المكان ولا لحالات الحجاج وأعمارهم وصحتهم وظروفهم وأمنهم وسلامتهم وإنما هوى النفس على شاشات التلفاز واثارة الفتن وخدمة اعداء هذه البلاد وإيذاء حجاج بيت الله الحرام ومحاولة إفشال الحج ، ومحاولة لتشويه سمعت المملكة وماتقدمه من خدمة للعالم الاسلامي والمسلمين وقد خابوا وخسروا ، ولاضير أن لكل نجاح أعداء ومن صفات أعداء النجاح الانهزامية، الفشل، السلبية، العدائية، إضافة إلى أنهم ضارون لأنفسهم ومجتمعهم، فلا ينجزون ولا يتركون غيرهم ينجز .

فالشكر لله تعالى على توفيقه وعلى ما مَنّ على هذه البلاد من خيرات وتوفيق لخدمة الاسلام والمسلمين زادها الله خيراً وعزاً ومهابه وحسبنا الله ونعم الوكيل .

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com