أبناؤنا وبناتنا إلى أين؟

بقلم: ابراهيم العسكري 

لست متشائماً ولست لواماً. بقدر ما انا غيورا لحب بلادي الغالية العزيزة وحكامها واهلها اهل الطيب والكرم والنخوة فقد تربينا بفضل الله وفي رعايته ثم في كنف بلاد اعزها الله بمهبط الوحي وموطن الحرمين الشريفين ومهد الرسالة المحمدية فنشأنا على الحب الحقيقي الذي توارثناه من توجيهات قال الله وقال رسوله ولم ننسى نصيبنا من الدنيا التي توارث حكمها من احببناهم فاقاموا العدل والانصاف ورعوا دينهم وموطنهم ورعيتهم .!

يؤلمني ما اراه في مجتمعنا حول ميل مؤشر دلائل الخير للهبوط ليرتفع بالمقابل مؤشر بدائل لها دلائل متردية ومنحطة لا تليق بمجتمعنا الاسلامي الحنيف .!

بلاشك كان لوسائل التواصل باشكالها والوانها وانواعها دور بارز مما يُنشر من خلالها من الرذائل والتوافه والسواقط فساهمت في الاسقاط والتأثير السلبي لدور الاسرة والمدرسة والجامعة وغيرها من صروح البناء.!

نلاحظ جميعاً ظاهرة ما يسمى بالكافيهات التى انتشرت انتشار النار في الهشيم يرتادها شبابنا وشاباتنا ليل نهار باختلاط وبلا خجل بل بتدني في اللبس الساتر من الجنسين ناهيك عما قد يحصل من تنمر او تحرش او غير ذلك لا سمح الله.!

حدثني احد اقاربي فيقول ذهبت مع ابنتي للتسوق ثم انتهينا بعد ساعات وطلبتني ابنتي ان نتجه لاحد الكافيهات لنرتاح قليلاً ونشرب كوب قهوة او شاي.!

يقول هناك عدة كافيهات مليئة بالبشر والصراخ الذي لم نعتاده فاخترنا مكان رأينا انه الاخف زحام.!

يضيف تمنيت اننا لم ندخل فسني لا يسمح بما ارى من اختلاط ولكن جاملت بنتي التي طلبت لي ولها القهوة .!

فإذا بجوارنا على الطاولة المقابلة بنت ملطخة بالمكياج وامامها كوب لا ادري ما بداخله وشيء من الكيك وقد دخلت في سبات عميق امامنا وامام المارة للموقع ومستندة احدى يديها وفمها مفتوح للشخير

وبعد عشر دقائق او تزيد اردنا الخروج وصعب علينا وضعها فأشرت لبنيتي بإيقاظها وبالفعل حاولت وصحت قليلاً وشكرتنا باستحياء ثم عادت للسبات فالنوم سلطان مسلطن.!

عند خروجنا من الموقع اشرنا للشاب الاجنبي بقولنا اليس مع تلك البنت احد ينتبه لها ولماذا هي نائمة هنا .!

فرد بقوله هذا زبون محل يجي كل يوم.!

يقول قريبي حزنت لها ولأهلها الذين لا أعرفهم ولكن هي من مجتمعنا وأرضنا.!

هنا.. أسألكم أيها القراء ما ذنبها حينما تُرِك لها الحبل على الغارب فبدل أن تكون أماً مربية ترعى صغارها وتربيهم أو على الأقل عندما تكون هناك وهي في صحوة وعقل بدل ان تنام هناك يومياً كما اشار موظف المقهى.!

ألم يساهم الغزو الفكري المتداول عبر المنصات فيما نحن فيه من تدني تربوي واخلاقي لمبادئنا والتزاماتنا التي كنا نباهي بها في بلد الخير والعطاء.!

الم يساهم ذلك في معدل العزوف عن الزواج من قبل الطرفين وارتفاع نسبة العنوسة في بلادنا .!

الم يكن ذلك سبباً في ارتفاع مؤشر الخلع والطلاق وتشتت الأسر والاطفال الذين لا ذنب لهم .!

اليس فينا اهل رشد وتوجيه لابناءنا بجنسيهم نحو الصواب وبلدنا في امس الحاجة لمساهمتهم في البناء والتطوير والنمو العلمي والعملي والاخلاقي .!

اليست احصائيات بلادنا تشير ان نسبة سكانه العظمي شبابية .!

ارجوكم جميعاً راع ورعية ادعوهم وساندوهم وادعو لهم بالصلاح لتستمر السفينة نحو بر الأمن والأمان فليس للبلاد الا اهلها وأكبر دليل هو محقرة الفلم الأخير بعنوان ((حياة الماعز)) الذي قلب الموازين وعكس المفاهين باهل سواد الوجه من بلاد الجوار ومن بعيد الذي حقق مقولة (خيراً تفعل شراً تلقى)

شاهد أيضاً

باب ما جاء في حب “ السعوديه “

بقلم/ الدكتور خالد ال سعد مر بنا وبالعالم أجمع خلال اليومين الماضية درس عظيم، درسٌ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com