بقلم الكاتب/ زارب آل معدي
الصراع بين الخير والشر صراعٌ أزليّ ، وُجد منذ نشأة الخلائق، وهو مستمر ما دامت الحياة قائمة ، وإنّ كل إنسان مُحاسَب بفعلِه وبما قدّمت يداه ، ومع أنّ قابيل الذي قام بجريمة القتل هو ابن آدم، إلّا أنّ ذلك لم يُنقص من مكانة آدم -عليه السّلام-ومنزلته ، وليس له فيه ذنب ، ويتوجب على الإنسان الرضا بقضاء الله وقدره، ويقتنع بكلّ ما كتبه الله تعالى له ، وفي الكثير من قضايا القتل اليوم في مجتمعاتنا تظهر سلبيات وعادات وانتقامات سيئة ومنها ماهو محرم أيضاً ، فعملية عادات الإنتقام أو الإعتداء على أقارب الجاني ( الأبرياء ) لكونهم أقرب الأشخاص لأخذ الثأر ، هذا يُعتبر من الغدر والظلم المحرم وعمل جبان ، ولعل هناك من تحدّث عن ذلك في المجالس ووسائل الإعلام ولربما ارتفعت نسبة التوعية قليلاً عن سوء هذا التصرف ولكن التوعية الى الآن لاتفي بالمطلوب ، ومن أعظم نقاط التوعية المطلوبة هي زرع الخوف من الله وتقواه في صدور الأفراد والجماعات وان ذلك من الظلم ، وعواقبه وخيمة ، والأمر الثاني حينما يحكم الشرع بالعدل في القضية وتُنفذ بفضل الله ، ثم بعد ذلك نسمع بالتدخل القبلي ليكون هناك صلح آخر ، والصلح خير ، إلا أنها أحكام عرفيه بالقضية المنتهية ، بمعنى يُحاكم مرتين على نفس نقاط القضية ، وهذا الأمر غير معقول ، بل مرفوض ! فما تم الحكم به شرعاً يُعتبر منتهي تماماً ، وتنفيذه يكفي ، ومن تدخل فيه بعد ذلك يجب محاسبته أياً كان ، أما ماكان خارج ذلك من أخطاء لم تدون للشرع أو حصلت بعد الحكم الشرعي ، والأمر يحتاج الاصلاح فيها بما يرضي الله ، لتصفية النفوس ، فلابأس من تدخل المصلحين ، ومن هنا نبدأ في دور المصلحين أيضاً من مشائخ القبائل والأعيان والوجهاء ورجال الأعمال وأهل المعروف في اصلاح ذات البين ، حيث تُركتب اخطاء بحقهم واخرى منهم بحقوق اطراف القضية ، فالأخطاء التي تُرتكب بحق المصلحين بعد توجههم الى صاحب القضية وبرفقتهم عشرات الافراد من مجتمعهم من كبار السن واهل العِلم والاصلاح والصلاح ، ثم يتم محاسبتهم بالوقوف بالعراء وإرهاقهم بطريقة غير مباشرة يجعلهم ينتظرون وقوفاً عند باب صاحب القضية لمدة قد تتراوح من 3-12ساعة أو أكثر ، وهم في جدال ونقاشات مطولة ، وقد يستغل صاحب القضية صخبه عليهم ولسانه وفلسفته وكأنهم خصومه ، لإستغلال تعاطفهم معه ، وصبرهم عليه ، وحُسن تعاملهم لكونهم يسعون للاصلاح ويريدون الوصول الى ثمرة صلح ، بعكس صاحب القضية الذي أرهقهم بغير ذنب ! ويريد اثبات وجوده ويشفي غليله ! ليتباهى امام الناس بأنه ( نشّف أرياقهم ) ساعات طوال ، ونسي أنهم ضيوف أمام منزله ! ووافق على تدخلهم وقدومهم إليه! وليس لهم ذنب إلا أنهم مصلحون فقط ، فلماذا هذه الشجاعه والوقاحة من البعض أن يُماطل ويرهقهم بالحجج الواهيه الخ ؟! وماهم إلا مصلحون بالمعروف يعملون لوجه الله ، ووقفوا كل هذه الساعات بلاترحيب ولا تحيه ولم يُقدم لهم شئ من الضيافه ( كالماء والقهوة ) طوال هذه الساعات وكأنهم هم الجناة ! إنها عادات قبلية مجحفة يجب إلغاء السلبيات منها ، مع العِلم ليست عند كل القبائل بل البعض فقط ، وليست حضارية ، فعلى المجتمع احترام مشائخهم ووجهائهم وأهل الإصلاح ، والمعروف بين الناس ، وفي نفس الوقت مطلوب من المصلحين الصدق والأمانة وعدم التحيّز لأحد ، وأن لايسعون لسرعة كسب الموافقة على الصلح مقابل عشرات الملايين وطمع الدنيا ، وارهاق افراد المجتمع واصحاب القضية ، بل عليهم بالتوعيه الايمانية عن فضل الاصلاح والعفو والأجر ، ثم اقناع الناس بضرر الحمول الثقيلة وأن يُسن المعقول بين الناس ، لأن الأيام ( دواره ) كفانا الله وإياكم الشر والفتن ، وياليت أن تكون أعداد المصلحين والافراد المقبلين اعداد قليلة جداً لإحتواء الموقف ، فقد حضرت في بعض مثل هذه الاصلاحات القبلية وكان الحضور بالمئات والانتظار بالساعات وهناك من أُغمي علية نتيجة ضربات الشمس والآخر نتيجة مرض السكري وهكذا تم محاسبة المشائخ والأعيان والمصلحين وتعذيبهم بلا ذنب ساعات التحكيم والنقاشات ! فإلى متى ؟!
ومن هنا اقترح بتحديد مجلس صلح في مبنى إمارة كل منطقة ويتم تحديد أعداد الحضور من الطرفين والمصلحين من الافراد بحسب القضية ومعهم عضو مكلف من الامارة لمناقشة قضيتهم ومحاولة التفاهم والسيطرة الأمنية تحت سقف واحد وتحت الظل وفي مكان مريح ، لحين الوصول للصلح ولحلول نهائيه ، بعيداً عن السلبيات السابقة التي ذكرتها لكم وقطعاً للمضاهاة بين القبائل والتجمعات التي تزيد احياء هذه الفتن والنعرات خصوصاً مع النقل الاعلامي مثل السنابات وغيرها ، وتقليصاً لساعات الانتظار الطويله ، والنقاشات اللغير منتظمه ، وانتشال هذه العادة السيئه من امام أعين افراد المجتمع لتختفي ويبقى الشيئ الصحيح والمعقول كما اقترحته بعاليه من وجهة نظر خاصه والله ولي التوفيق .