
بقلم/ د. سعيد عبيد
في أحد المواقف التي أثارت الجدل مؤخراً في مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر سائح سعودي خلال رحلته إلى إحدى الدول العربية وهو يروي معاناته مع التجربة السياحية، من رسوم إضافية مبالغ فيها عند وصوله إلى مقر إقامته رغم دفعه قيمة الحجز عبر أحد التطبيقات العالمية للحجوزات، وصولاً إلى ممارسات لا تعكس الصورة المتوقعة، ولم يكن الأمر مجرد حالة فردية، إذ لامس إحساس كثير من السعوديين الذين أكدوا مرورهم بتجارب مشابهة في وجهات خارجية مختلفة.
هذه المواقف تكشف جانباً من المشكلات المتكررة التي يواجهها السياح السعوديون خارج المملكة؛ من ارتفاع الأسعار، وتفاوت مستوى الخدمات، واختلاف القوانين والأنظمة، إلى حالات تعرض بعض السياح لمعاملة غير لائقة أو مضايقات من قبل بعض العاملين أو المحيطين بهم، إضافة إلى مظاهر الاستغلال السياحي.
والنتيجة أن الرحلة التي يفترض أن تكون مساحة للراحة والاستجمام تتحول أحياناً إلى مصدر قلق وإزعاج وخسارة مالية ونفسية.
على الجانب الآخر، تعيش السياحة الداخلية في المملكة مرحلة غير مسبوقة من التطور، حتى أصبحت وجهة عالمية قادرة على استقطاب الزوار من الداخل والخارج، ويعود ذلك إلى ما تحقق من تطوير للبنية التحتية، وتنوع الفعاليات والبرامج في مدن مثل أبها، والباحة، والطائف، مما يتيح للسائح السعودي الاستمتاع بتجربة متكاملة دون عناء السفر بحثاً عن خيارات مشابهة، مع أجواء أكثر أماناً وراحة وبيئة مناسبة للسياحة والترفيه.
وبين صعوبات الخارج ومتعة الداخل، تبدو مقولة الشاعر الكبير محمد بن ثابب – شفاه الله – أكثر واقعية: “اقعد عندي وكل برتكان!”؛ فهي دعوة لاختيار الوطن أولاً، حيث تتجسد الراحة والجمال والأمان بين ربوعنا، وتصبح متعة السفر قريبة وواقعية دون الحاجة للابتعاد عن أرضنا الغنية بخيراتها وتجاربها السياحية.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية