نظراً لأهمية دور القيادة فقد أشار إلى أهميتها وحتميتها النبي صلى الله عليه وسلم حينما أمر بتعيين القائد في أقل التجمعات البشرية حين قال عليه الصلاة والسلام : ” إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم “؛ رواه أبو داوود ، قال الخطابي : إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعاً ولا يتفرق بهم الرأي ولا يقع بينهم الاختلاف.
وفي أهمية وجود القائد أيضاً قال القائد الفرنسي نابليون: (جيش من الأرانب يقوده أسد ، أفضل من جيش من أسود يقوده أرنب)
لذلك لم تكن النجاحات والانتصارات في التاريخ الإنساني عامة وفي عالمنا المعاصر خاصة وليدة للصدفة أو ضرباً من ضروب العفوية ولكن بفعل اتحاد العوامل الإنتاجية وصهرها بتأثير عقول قيادات بارعة في إدارة منظماتها أو جماعاتها أو مجتمعاتها نحو تحقيق الأهداف المنشودة.
وتعد القيادة الديمقراطية أحد أهم الأنماط القيادية التي أثبتت فعاليتها في قيادة دفة المؤسسات والمنظمات أو المجتمعات إلى الفاعلية والنجاح وتحقيق الإنجازات والانتصارات.
وفي القيادة الديمقراطية يعطي القائد أهمية كبيرة للمرؤوسين ويتبني في قيادته أساليب تقوم على الإقناع والتأثير الشخصي لا على الترهيب والتهديد ، والقائد الديمقراطي يتميز بعدد من الخصائص التي تميزه كنمط قيادي متميز عن باق الأنماط ومن أبرزها :
1- أن القائد الديمقراطي يعد الأهداف والسياسات بعد مشاركة المرؤوسين بشأنها.
2- أن القائد الديمقراطي يصدر أوامره بناءاً على المشورة مع المرؤوسين.
3- أن القائد الديمقراطي يشارك الجماعة في العمل كعضو فيها مثله مثل الآخرين دون تسلط.
4- أن القائد الديمقراطي يوضح للجماعة خطط العمل المستقبلية التي ينبغي العمل عليها.
5- أن القائد الديمقراطي يشجع المرؤوسين على المشاركة في اتخاذ القرارات وصناعتها.
6- أن القائد الديمقراطي يكون واضحاً بالنسبة للثواب والعقاب ، ويعتمد على الحوافز الإيجابية بصفة رئيسية لتحريك المرؤوسين نحو الهدف المشترك.
6- تتسم مهمة القائد الديمقراطي بأنها تنسيقية وتنظيمية أكثر من كونها توجيهية أو رقابية.
7- أن القائد الديمقراطي يشجع مرؤوسيه على الإبداع والابتكار والتطوير ، ويعمل على تنمية مهارتهم الإدارية وتطويرها بشكل مستمر.
8- أن القائد الديمقراطي يهتم بالجوانب الإنسانية ، ويعمل على إشباع حاجات جماعته.
في ضوء هذه الخصائص فإن القائد الديمقراطي يستطيع قيادة المرؤوسين بحكمة وموضوعية نحو تحقيق الأهداف ومن ثم يعتبر هذا النمط من أفضل الأنماط القيادية المعاصرة وأكثرها نجاحاً.
الكاتب/ فالح محمد الدوسري
طالب دراسات عليا
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية>