وافق مجلس الشورى على درس مقترح استبدال الإجازة الأسبوعية بيومي الجمعة والسبت، وهو ما يعني إعفاء صديقنا العزيز جداً يوم «الخميس» واستبداله بيوم السبت لظروف خارجة عن الإرادة، وتتمثل في مصالح اقتصادية وتوافق عالمي نحتاجه ولا يحتاجنا، لم تكن موافقة مجلس الشورى على الاستبدال المباشر قدر ما هو احتضان مبدئي للمقترح، ولكن الطيران الشعبي مع المقترح كان سريعاً ومتعجلاً، وكأن المقترح سيذهب إلى حيز التنفيذ بدءاً من الأسبوع المقبل.
نملك رهبة من التغيير وأخرى تجاه التجديد، لأن صدمات «ما» ستضرب الروتين الذي اعتدنا عليه وعجزنا عن تحريكه ولو لساعة واحدة، ولم يحدث أن استيقظنا من الصدمات سوى بعد جولات الممانعة ومحطات الرفض ومشاريع الهجوم على المتبني والمفكر والدارس والمقر، وتغليف الهجوم بالشك وحده لا غير.
أستعرض ردود الفعل المتباينة نزولاً عند حقيقة أنه لا يمكن أن نقبل بسهولة محاولات التغيير والتجديد فضلاً عن إحضارهما مباشرة، فمنا من يرى أن في إعارة الخميس للعمل وإراحة العدو اللدود يوم السبت تشبهاً باليهود، وهناك من تمنعه الذكريات ولحظات الأنس وإدمان صباحات الخميس ومساءات الأربعاء من بلع الفكرة من الأساس، بينما ترى فئة متمددة أنه لا جدوى من هذا الاستبدال ولا الخوض في إيجابياته، لأن الغالب على هذا الاستبدال إحضاره للسلبيات، وقد تحصر فئة هذا التغيير في زاوية ضيقة لتقول إنه لم تتبقَّ مشكلات في البلد سوى استبدال الإجازة، وهم يجهلون أن إجازتنا الحالية تسبب مشكلات اقتصادية للبلد وتأخراً عن ملاحقة النمو في هذا الجانب، وهو نمو لا يلتفت إلينا بل علينا أن نلحق به.
أعترف بأن تغيير التشكيلة الأسبوعية والروتين المصاحب لها مسبب رئيس للصداع وعسر الهضم وسوء الفهم ربما، لكن اندفاعنا في تناول أشيائنا تارة بالسخرية وتارة بالانغلاق الفكري الذي لا يسمح بذرة أوكسجين أن تمر على الدماغ يسطح النقاشات ومساحات التداول المنطقي لما يستجد أو يطرأ من أفكار ومقترحات.
النقطة الأكثر إيقافاً لي في روايات وحكايات استبدال الإجازة والرؤى والقناعات المصاحبة والشعلة الأولى للمضي في الكتابة ارتكزت على حماستنا للبحث عن مخرج شرعي، وكأن عبادات الخميس تختلف عن أخواتها يوم السبت، أو أن الأيام باستثناء الجمعة «ذات بعد شرعي»، وهذا ما يثير الشفقة ويثبت أن هوامش في الدين وبدهيات واضحة نخلق منها أزمة شرعية يداخلنا فيها الشك والرغبة في التثبت، وكأني أتساءل ماذا عن تفاصيل أخرى وجزيئات أكبر؟ ولكن تأكدنا أخيراً وبرأي شرعي أن «السبت» شقيق «الخميس» ولا فرق بينهما!>