يقول الخبر “أن وزارة الشؤون الاجتماعية أعلنت و”بشكل رسمي” عقوباتها بقضية “الفيديو” الذي أظهر مشاهد مسيئة في التعامل مع نزلاء مركز التأهيل الشامل بوادي الدواسر وشملت العقوبات إعفاء مدير المركز وحسم مرتب شهر عليه و6 من موظفيه وتغريم الشركة المشغلة 533 ألف ريال و إجراء تدوير وظيفي شامل للمركز”.!
أعجب كثيراً من هذه الوزارة وطريقتها في إدارة فروعها وإداراتها وأقسامها، وأعجب لقراراتها التي تعلنها بين فترة وأخرى مكررة “إعفاء” رئيس المركز الفلاني، وحسمها على الموظف الفلاني.!، ويزيد تعجبي كثيراً من مسئولي هذه الوزارة وطريقتهم في قيادة العمل، والأسلوب الذي ينتهجونه في متابعة ومراقبة مرؤوسيهم والعاملين تحت إدارتهم، ولماذا هي الوزارة التي قد تكون الوحيدة التي لاتصدر قراراتها التصحيحية إلا بعد قضايا ومشكلات تتلاقفها وسائل الإعلام والرأي العام.!
اليوم تعلن قراراتها “البطولية” في وادي الدواسر وقبلها في الطائف وقبل عام تقريباً في جازان، والمتابع للوضع الداخلي لبعض الدور التابعة لهذه الوزارة يجد أنه “لاجديد”، والوضع كما هو، والشكاوى من سوء الإدارة والإهمال والتسلط تزيد ولا تنقص.
هذه الوزارة بالذات تقف على حاجات ضعفاء ومحرومين ومعاقين ومعنفين ومعوزين وأناس لاحيل لهم ولا قوة، وشاءت الأقدار أن أصبحت كثير من أولويات حياتهم وحاجاتهم تحت سلطة مديرٍ “فاشل” أو مديرة “سيئة” أو موظف وموظفة غير مؤهلين، وفي قمة الهرم على مستوى الوزارة والإدارات العامة للشؤون الاجتماعية بالمناطق مسئولين وكأنهم قد أمنوا العقوبة فأساءوا الأدب، فعندما يشتكي المتضرر من ظلم ألمّ به فالمسئول يدافع ويوجد العذر قبل أن يعرف الحقيقة، وعندما يطالب معاق أو نزيل بحق فرضه له النظام، فإنه سيصبح متهماً بالإخلال بالنظام وتأليب الغير، وعندما يرغب أحدهم في القيام بجولة رقابية على إحدى الدور أو الجهات التابعة له فإن تلك الزيارة سيحدد موعدها بعد أسبوع وأكثر حتى يتمكن “أهل الدار” من إعداد الولائم وتجهيز المنصة وإحضار الورود وإعطاء الأوامر للنزلاء والموظفين بالتزام الصمت ويكون الحديث فقط لمجيدي المدح والثناء.
عندما طرح الرأي العام قضية إحدى المعنفات في دار الحماية الاجتماعية بأبها وتدخلت هيئة حقوق الإنسان في الأمر والتزم “مدير عام الشؤون الاجتماعية” ومرؤسيه كما هي عادتهم “الصمت المطبق” أمام كل قضية من قضايا إداراتهم ووصلت الشكاوى للوزارة قرر مدير عام الحماية الاجتماعية بالوزارة زيارة المنطقة والوقوف بنفسه على القضية وإيجاد الحلول المناسبة، وقد فوجئ الكثير بالاستعدادات لاستقبال سعادته بدءاً من مكتب مدير عام الشؤون الاجتماعية مروراً بمكتب الإشراف النسائي الذي حرصت مديرته ومساعدتها التي تمتلك زمام الأمور في المكتب والفروع على الاجتماع بمنسوبات المكتب ومديرة دار الحماية التي قامت بدورها بتنظيم اجتماع آخر بالدار استعداداً لهذه الزيارة وللتجهيز لما سيكون، وتحسين الصورة أمام مدير عام الحماية الاجتماعية بالوزارة الموقرة، وأجزم أن سعادته لم يكن له ذنب في كل ذلك سوى أنه أبلغهم بأنه قادم في يوم وساعة محددة ، وهنا كأنه قال استعدوا لقدومي.
*مدير تحرير جوال منطقة عسير>