دائما ماكنت اراهن على كتاباتي الصريحة عن واقع التربية الخاصة . ولكني ذات يوم عاتبت نفسي همسا .. وأنبت ضميري سرا . لماذا كل هذا التشاؤم يا ابا متعب ؟
فكرت قليلا وقليلا . فوجدت انني على حق لنقدي الهادف . لا لشي إنما لأنني احببت تخصصي فانتميت له وتعاملت مع طلابي فصرت محاميا لهم بالدفاع عنهم والمطالبة بحقوقهم ولست وحدي بل ضمن مجموعة كبيرة يتشرفون بالانتماء لهذا التخصص .
أخي القارئ : متأسف على الشرود بذهنك نحو حبي وانتمائي لتخصصي وذويه .
اعود فأقول حال التربية الخاصة يرثى له كان يجيد الجري في مضمار المنافسات والتحديات أيام ما كان يتربع على قمة رأس هرمه الدكتور ناصر الموسى وعندما ترجل هذا الرجل انحدر مستوى اللياقة للتربية الخاصة حتى وصل به الحال للإعاقة الحركية . ولعلي اتفاءل بمستقبل التربية الخاصة مع إن علمه عند الله ولكن نتمنى مستقبلا مشرقا .
والان .. لماذا تدهور حال التربية الخاصة ؟ لأسباب منها :
● ترجل الفارس الدكتور ناصر بن علي الموسى من رأس الهرم فكان انموذج للإدارة .. قوي اﻹرادة وقربه من ذوي الاحتياجات الخاصة بل هو منهم فعرف قدراتهم ووظفها ولبى احتياجاتهم ودعم معلميهم وهذا مانفقده اﻵن .
● هناك ظاهرة شائعة تعتبر من المسببات للتدهور وهي إذا قرب المعلم أو الموظف من سن التقاعد حولوه للتربية الخاصة اداريا أو مرشدا لكي يرتاح ( استراحة محارب ) ظنا منهم أن العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة اقل أمانة واخف جهدا وابسط تخصصا واسهل تعليما .ناهيك بأن المحول يكون صاحب قرارا ومن هنا بدأ الاضطراب .
● لا يكاد ينقطع الا ويعاود مسلسل تهديد معلمي التخصص بإلغاء نسبة التربية الخاصة مما سبب للزملاء في الميدان حالة من الكآبة وفقدان التعزيز المعنوي والتشجيع وقتل روح التنافس والإبداع .
● إقحام غير المتخصص وإكراهه على ممارسة العمل في غير تخصصه وانتظر النتائج المخزية .
●تجديد عقود غير السعودي والكثير من الخريجين المتخصصين السعوديين على دكة الاحتياط . لله درك يا وزارة التربية والتعليم .
● العجز قائم في عدد المعلمين والميدان يحتاج وخاصة تخصص صعوبات التعلم لكثرة قوائم انتظار طلاب صعوبات التعلم ومع هذا لا تعيين من الخريجين .
● يحتاج طلاب التوحد إهتمام ورعاية وخاصة من الناحية الطبية ( الحمية الغذائية ) وتعزيز معلمي التوحد بزيادة النسبة المهددة بالانقراض وكذلك تكثيف الزيارات الخارجية لتبادل الخبرات ومن يرى غير هذا نرجو منه التكرم بالنزول للميدان في أحد قاعات التوحد ليقوم بما يقوم به معلم التوحد ولمدة يوم دراسي فقط شريطة ان يكون من أصحاب المكاتب العاجية ومصدروا القرارات العشوائية وهم تحت تخدير براد مكيفات ال جي .
● بالاضافة الى سوء متعهدي النقل في اختيار سائقيهم وتردي الصيانة والزراعة وغيرها من الترهلات المعوقة للمسيرة التعليمية . كان الله في عونكم يامن ينتسب للتربية الخاصة .
وأخيرا : أنصح قيادات التربية الخاصة جميعهم وعلى مستوى الوزارة بزيارة ما تيسر لهم من أحد المراكز المتخصصة باحدى الدول المجاورة لتبادل ” آسف ” لتلقي الخبرات في هذا المجال ولو لمدة خمسة أيام طبعا مدفوعة الأجر مقدما .
دمتم ودام وطني سالما ،،،،،،،
* المعلم المستشار – مركز خدمات التربية الخاصة – أبها