في حقل التعليم نتفق على أهمية الصفوف الأولية”الأول، الثاني، الثالث” وأهمية أن يكون معلموها من أبز معلمي المدرسة، وأنه من المفترض أن يتم اختيارهم وفق آلية تحمل خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها “الصبر، مهارة الاتصال، الحنو، الهدوء، مهارات تدريس التعلم النشط، إضافة إلى توافر المشاعر الأبوية لحاجة تلميذ الصفوف الأولية لمعلم لديه هذه السمات ” ومن جرب التدريس في الصفوف المبكرة يعلم أكثر من غيره بأن تلاميذ هذه المرحلة بحاجة إلى معلم، يشعرهم بالقرب وحسن التعامل، وتكون لديه مهارات تدريس تعتمد على الأنشطة الحركية، الأنشطة المسلية والترفيهية التي تحفز التلاميذ للتعلم عن طريق اللعب، وليس كل معلم لديه هذه المهارات ويمتلك هذه القدرات، علما أن مرحلة الصفوف الأولية صعوبتها لا تكمن في كونها تحوي مواد صعبة الفهم، لكنها بحاجة لمعلم لديه مهارة في فن الاتصال المعرفي مع تلاميذه ، لكونها مرحلة تأسيسية مهمة في حياة التلميذ، ومسؤولة عن تشكل شخصيته الدراسية والحياتية، ومن أجل ذلك فقد رصدت وزارة التربية والتعليم منذ سنوات جملة حوافز مشجعة لمعلمي الصفوف الأولية، تمثلت في الإعفاء من المناوبة والإشراف وحصص الانتظار، والتمتع بالإجازة مع تلاميذهم وهو الحافز الأهم، هذه الحوافز كان لها أثر إيجابي أثناء تطبيقها فيما مضى، في استقطاب المعلمين المتميزين، وقضاؤها إلى حد كبير على مشكلة أزلية عانى منها مديرو المدارس في زمن سابق، حينما كان لايقبل المعلم الوطني بتدريس الصفوف الأولية، وكان يقدم عليها المعلم المتعاقد، وإيجادها تنافسا جيدا بين المعلمين في الاقبال على التدريس في الصفوف الأولية والإبداع فيها، وأتاحتها الفرصة أمام مديري المدارس على اختيار أميز معلمي المدرسة، وتشجيعها المعلمين إلى خلق بيئات تربوية جيدة، وتحفيّزهم لتوفير الوسائل التعليمة الحاسوبية، والبرامج المنهجية المحوسبة بجهودهم الذاتية ، وفي ظل الحديث هذه الأيام عن تضاؤل الحوافز أو غيابها تماما، فإن ماأخشاه هو أن تفقد الصفوف الأولية تنافس المعلمين عليها بتسربهم للتدريس في صفوف أخرى، وبالتالي تخسر جهود المتميزين منهم، من الذين اكتسبوا خبرة جيدة في تدريسها لسنوات فيها، لفقدهم الحوافز، ومن ثم يعود مديرو المدارس ومعهم مشرفو الصفوف الأولية للمعاناة الأولى معاناة”البحث عمن يقبل بالتدريس في الصفوف الأولية “لأنه لم يعد ثمة مايشد معلما نحوها ، لهذا فكل ما آمله كمشرف تربوي عايش هذه المرحلة أن يتم الإبقاء على حوافز معلمي الصفوف الأولية، فعلى الأقل أن يعطل معلمو الصف الأول مع طلابهم، وبعد ذلك بأسبوع يمنح معلمو الصفين الثاني والثالث الإجازة، وعدم مساواتهم ببقية معلمي المدرسة نظرا لمايلاقونه من مشقة في تدريسها، حتى يمكن المحافظة على ماتحقق للصفوف الأولية من تميز، ويكون لهم مايميزهم، ويستحث رغبتهم في تدريس الصفوف الأولية، وأكرر على أهمية أن يكون لمعلم “الصف الأول “تحديدا، الأولوية في الحوافز بما في ذلك إمكانية إيجاد حوافز مادية تشجيعية له ؛نظرا لأهمية الصف الأول، ولمعرفتي بأنه لن يكون قادرا على القيام بمتطلبات تدريسه؛ إلا معلم لديه مهارات تدريس عالية وسمات شخصية تميزه للنجاح في الصف الأول على أن يكون هناك آلية متبّعة في مدارسنا يتم في ضوئها اختيار “معلم الصفوف الأولية” القادر على العطاء حتى يكون مستحقا لنيل الحوافز التي يجب ضبطها في حالة إقرارها، وأن تأخذ صفة التدرج بحسب الأهمية في الصفوف الأولية، وأن يعد لها استمارة جديدة تحمل معايير تقيس جهد المعلم حينما تعبأ بمصداقية، حتى لا ينال الحوافز إلا معلم جدير بنيلها.>
شاهد أيضاً
أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري
صحيفة عسير – مها القحطاني : استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن …