حامل الفكر والقلم شعلة من نور يضيء للآخرين دهاليز الظٌـلِّم ، بعلمه وثقافته تُفتح الأبواب المغلقة ، وتكون خطواته محسوبة عليه إما إيجاباً وإما سلباً .. وهو ما نشاهده اليوم من بعض المثقفين، حتى كانت سلبية المثقف وسقوطه من عيون القراء العاديين صدمة عنيفة ! وهو ما أعرّفه هنا “بعصر المثقف أللاّ أديب ” حين تتفتق قرائحه نحو الانحدار إلى دائرة السُوء .. والأسوأ في ذلك إن يكون عضواً نافعاً في مجتمعه يملك سجلاً أكاديمياً رفيعاً أو مهندساً متميزاً أو معلماً ملهماً أو موظفاً جاداً .. ! إلا أن الفرق يظهر جلياً بينهما في الورق مناقظاً لما في عقليته التقليدية المأزومة . في زمن الصراعات والتجاذبات لا أقول عنها ثقافية أو فكرية بل هي شخصية بحتة وهي القشة التي قصمت ظهر المثقف ! ظاهرة بدأت تظهر وتكبر على سطح المشهد الثقافي المحلي وفي عسير بشكل خاص . أنا لا أنتقد أحداً بعينه فقط أنتقد الحالة والظاهرة أللا صحية ! ولست مع فريق ضد الآخر ؛ بل أنا ضد المبدأ الخاطىء وضد بيع العقول والأقلام بأسعار بخس واهمة . نحن نؤمن بمبدأ الرأي والرأي الآخر والحوار والتحاور والنقاش وإن كان فيه نوع من الحِدة المفيدة .. وليس شرطاً أن يتفق الجميع أو أن يكون مرضياً للجميع فالمسألة نسبية ، لكن الشرط المهم أن يتم التحاور بالحسنى والأدلة . ولا يخرج عن سمات المثقف الواعي . المثقف الأديب والعكس قدوة للآخرين . وكم يؤسفني أن أسمع مدى احتقار بعض العامة من الناس لبعض المثقفين في منطقتي ولهم مبرراتهم منها : أن المثقف ليس قدوة ، وأنه يقول ما لا يفعل .. وإن المثقف ليس إيجابياً بل إن بعضهم برغماتي يسعى لمصلحة نفسه ..! وأنا أعذرهم لأن الواقع يقول ذلك ! بعض مثقفينا يهرعون إلى الأنتصار للنفس حتى لو أسقط الكثير من القيم في سبيل انتصاره .. وهو ما يدعو للحسرة والخيبة ! يجب أن يكون المثقف ـ كل المثقفون ـ أرقاماً بارزة في مشهدنا الثقافي المحلي الهزيل . على أقل تقدير . لكن كيف ؟ هل يكون بتسخير قلمه وعقله ولسانه وقاموس ألفاظه في نبز الآخر القريب؟! أو أن يكون مبدأه : إني لأفتح عيني حين أفتحها .. على كثير ولكن لا أرى أحدا..! أو أن يقول : أنا ومن بعدي الطوفان .. ذلك هو المثقف السُوء عليه دائرة السَوء. لدينا مثقفون نعتز بهم كثيراً . لكننا نعتب عليهم من سوء تصرفاتهم وتعاملهم وبقاؤهم خلف الأبواب والنوافذ الصغيرة يطرقونها كل يوم دون أن يكون هناك أمل في فتحها ! جنحوا إلى البحث في الدوائر الصغيرة . وبقوا هناك في القاع يتراجمون بالألفاظ والمقالات والتفنن في النيل من هذا أو ذاك ! تركوا الدوائر الكبيرة التي صاموا عن ذكرها وهي رأس الفساد والبلاء .. والتي تهم المجتمع والوطن وتخفف عنهما بعض الوجع . بقوا بعض هؤلاء المثقفون في صراع مع بعضهم البعض . كلٌ يريد أن ينتصر لنفسه وذاته .. مرة بجلد الذات ومرات بجلد الآخرين . ومعها كبُرت الهُوة والفجوة وزاد السخط .. غير أن أخلاق الفرسان لم تحضر حتى الآن يا معشر من آمنوا بالثقافة بألسنتهم ولم تعيها عقولهم بعد !! كل عام وأنتم بخير . >
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …