نحن في معترك الحياة نخالط مجتمعات وأناسي كثيرا من جميع الأقطاب والأقطار، وفي خضم هذا الاختلاط المباح تجد من أبناء جلدتنا من تعتريه رياح التغيير ويتجاوز مسألة التغيير في الملبس وطريقة الأسلوب إلى طريقة استبدال الكلمات العربية والفصحى بل حتى يتخطى اللهجة العامية الدارجة ويختار من بينها ألفاظاً دخيلة على مجتمعاتنا المحافظة والغير مفهومة عند الكثير منا.
ومن تلك العبارات والألفاظ نسرد لكم بعضاً منها، حيث لا يتسع المقام لذكر الكثير منها، فمثلاً (نعم) اُستبدلت بـ (يب يب) و (اغرب عن وجهي) اُستبدلت بـ (سُقها)، و (لخبطة) اُستبدلت بـ (قَرْوَشَه)، و (اسرقها) اُستبدلت بـ (افشخها)، و (شايف نفسه) اُستبدلت بـ (مهايطي)، و (بروح وارجع) اُستبدلت بـ (برب)، وإذا أعجب الشاب بالشيء قال (حبتين)، وغيرها الكثير من تلك الألفاظ التي انتشرت انتشار النار في الهشيم بين أوساط الشباب، بل إنهم يتفاخرون بترديدها…! وثمّة جيلٍ صغير أصبح لديه طريقته الخاصة في الكلام بمثل تلك العبارات، ويحتاج الشخص الذي لا يعرفها إلى شفرة خاصة لفكها…!
ويبقى سؤال استفهام كبير يدور في خلدي عن أسباب انتشارها…؟ ولكن لننتقل إلى الأهم وهي الطرق المُثلى لمعالجتها مع هذه الأجيال التي سوف تتربى على تلك الألفاظ والتي سوف تطمس هوية لغتنا العربية بل حتى العاميّة أيضاً، بالاستمرار في ترديدها في كل المجالس واللقاءات عبر الأزمان القادمة حتى تصبح لغة العصر في ذلك الوقت، ويصبح من الصعوبة بمكان التواصل معهم لعدم فهم تلك المصطلحات الغريبة والعجيبة…!
فنحن كأولياء أمور يجب أن نرتقي مع أبنائنا في أسلوب العلاج وطرق ووسائل التربية خصوصاً في المنزل، وذلك باحتوائهم في جوٍّ أسري دافئ، تُطرح فيه نقاشات مصغرة، ويتمّ كذلك تداول أطراف الحديث بطُرقٍ وأساليب تتناسب مع أعمارهم وأفكارهم، ومن ثمّ تصحيح ما يمكن تصحيحه من بعض الألفاظ الدخيلة مع التنبيه على خطورتها في محو هوية لغتنا الأساس وإيضاح أهميتهم كشباب للمستقبل وأن عماد كل مجتمع وأمّة هم شبابها المتمسك بأصول دينه ووطنه ولغته التي هي لغة القرآن الكريم، ولا ينبغي أن نستبدلها بألفاظ يمكن أن تكون لها معاني مسيئة لنا كمسلمين ونحن لا نعلم…!
كما أن المدرسة تتحمّل جزءاً أكبر من المسئولية، وذلك بالتركيز على هويتنا العربية ببث روح التنافس بين الطلاب عبر الأنشطة الطلابية أو في الإذاعة الصباحية، فهي تُعزز لدى الطلاب الثقة في لغتهم وهويتهم الإسلامية والوطنية.
* كاتب صحفي وإعلامي>