عتقد البعض بأن محافظة الشخص على حقوقه تقتضي التطاول على حقوق الآخرين ، وينمي هذه الشخصية بداخله ،
ويستمر في ترسيخ قواعد معينة تخدم هذا الفكر للوصول إلى تصرفات لاعلاقة بينها وبين مبدأ الإحترام من أي جانب .
والنماذج على ذلك تواجهك يومياً ، بل وتجدها في أكثر من موقع .
بدءاً بالطريق وعند إشارات المرور ، ومروراً بالدوائر الحكومية وليس انتهاءً بالأسواق والمحلات التجارية .
ومن أكثر هذه السلوكيات إزعاجاً ، عدم الإلتزام بترتيب صفوف الإنتظار ، فيدخل شخص ما ، ويرى عدداً من الناس
قد انتظموا في انتظار وصول دور الخدمة لهم ، ولكن هذا المنظر يتشكل في عقله بأنه قد ينقص من حقوقه ،
وأنه لايليق بشخص مثله أن ينتظم معهم ،ويبدأ بمحاولات الوصول قبلهم وتجاوزهم بأي شكل وبأية طريقة .
من يقومون بهذه الأساليب عدد ليس بالقليل ، ويكررون مواقفهم في مراجعات الدوائر الحكومية والمستشفيات
وحتى في الأسواق ، ويسببون المضايقة والتزاحم ، ويؤثرون على مستوى الخدمة المقدمة لمن يسبقهم في الترتيب .
وعند عدم استطاعة أحدهم للتجاوز على دور من قبله ، تسمعه يتمتم بكلمات تقلل من قيمة أوقات اللذين أمامه ،
وبأن لديه من الأعمال والإرتباطات ماليس عند أحد سواه ، والأسوأ من ذلك كله أن يكون الموظف أو المسؤول
الذي ينتظم الناس أمامه ، هو من يساعد في حدوث هذه التجاوزات سواءً بقصد أو بغير قصد .
إن من الأدب احترام حقوق الناس ، وكذلك تقدير وقوفهم وانتظارهم ،
وديننا الإسلامي الحنيف قد حث على حسن الخلق ، والله سبحانه وتعالى قد وصف نبيه عليه الصلاة والسلام في
القرآن الكريم بقوله عز وجلّ :” وإنك لعلى خلق عظيم ” .
فهلّا اتخذنا من نبينا قدوة لنا ، وتخلقنا بأخلاقه الكريمة ، وجعلنا تعاملنا مع الناس يصنّف من مكارم الأخلاق .>