فايع عسيري – صحيفة عسير
يبدو إن الديوانيات بأناقتهـا وجلساتهـا وتصاميمهـا وخصوصيتهـا باتت عامل جذب للباحثين عن هدوء التفكير من عجلة الحياة،والباحثين عن الأصدقاء،وإحتساء القهوة أو الشاي
فضلاً عن نظافة المكان،ووجود خدمات الأنترنت..ووقت عملهـا الذي يبدأ مع شروق الشمس وينتهي مع ساعات الفجر الأولى..
ديوانيات محايل بدأت تشكل ثقافة جديدة للكثير ممن يرتادهـا وهذا
ما جعل المقاهي الشعبية تفتقد للكثير من زبائن الأمس..
صحيفة عسير تجولت بين ديوانيات محايل كي تخرج بالكثير من الأحاديث وإختلاف الأمزجة..فكان هذا التقرير التالي..
جدول يومي..
تحدث موسى عسيري عن إرتياده للديوانيات قائلاً:
باتت في جدولي اليومي شيئاً أساسياً فرضته حديث الأصدقاء،والإجتماع واللقاء بهم..
بعيداً عن صخب الحياة..!
ويفضل أحمد المحايلي هذه الديوانيات بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية وصخبهـا كذلك يرى بأنهـا جرعة مزاج بعيداً عن البيت ولو لساعة كي تعيد له ترتيب الحياة.
المباريات والتشفير والرسوم..
بينما يرى الشاب عبدالله الشهري إنهـا رائعة في كل شيء إلا إنهـا تستغل جلساتهـا في دفع رسوم في المباريات التي تكون مشفرة سواء مباريات دوري أبطال آسيا وأوروبا وأفريقيا وهذا ما يجعلنا نبتعد عنهـا حتى تنتهي تلك البطولات لك أن تتخيل ساعة المباراة تصل من ٥٠-١٠٠ للجلسة..
الكثير من الخواطر والقصص والروايات..!
ويرى أحمد البارقي أحد الأدباء في المنطقة بأنهـا تساعد ع كتابة القصص والخواطر والروايات لأنهـا بخصوصيتهـا وهدوء جلساتهـا تمنحك جو من الإرتياح النفسي..
الزبون على حق دائمـاً..
بينما يتحدث فواز العامل اليمني الجميل في ديوانية التراثية بطريق الشعبين قائلاً:
شعارنا في ديوانياتنا الزبون على حق دائمـاً..وليس عندنا رسوم على الجلسات في وقت مباريات أو في غيرها همنا الوحيد هو أن يكون زبوننا راضياً عنَّـا..!
ناسهـا طيبين..
ويسترسل العامل الهندي الرائع في ديوانية تهامة أبو سعد قائلاً:
عملت في أبهــــــــــــــــا (١٨) سنة
وفي محايل (٥) سنوات ولم أجد أطيب من أهلهـا وتعاملهم الحسن.
مقلب الجوال..
وينفجر منير العامل اليمني في ديوانية الأصيلة ضاحكـاً حين سألته عن المواقف الطريفة قائلاً:
كان أحد الزبائن قد نسي جواله في إحدى الجلسات ويرجع يدق بعد إن أقفلنا المحل فما كان مني إلا قد أعطيت أحد أصدقائي ويجيد اللهجة الباكستانية ويتجادل معه بالكلام حتى وصلنا لمرحلة من الضحك وبعدها كشفنا له مقلب الجوال فضحك معنا وباتت هذه السالفة حكاية نطقطق بهـا عليه..!
سحب البساط..
وكان للأستاذ منيع عسيري رأي جميل وهو يرى بأن المقاهي الشعبية ذات الشيش والمعسلات بدت تفقد الكثير من الناس بسبب إن هذه الديوانيات سحبت البساط كونها تقدم للذي ليس (يعسَّل أو يشيَّش ) الجو الذي يناسبه بدلاً من عجاج المقاهي الشعبية..ليجد المعارضة الباسمة من صديقه محمد قائلاً: المقاهي الشعبية لهـا عشَّاقهـا ومرتاديهـا منذُ القديم،وإذا كانت تمتلأ بالدخان والعجاج إلا إن هذا الدخان من يقودنا لقضية أخرى معنية بالإبداع فأغلب المفكرين والروائيين كانت المقاهي الشعبية لهم إلهاماً وملاذاً يستمدون من حكايات الناس رواياتهم ولعل الروائي الكبير نجيب محفوظ أول أولئك المفكرين رحمه الله
وفي ختام جولتنا كنَّا قد أحتسينا قهوتنا عند العزيز والشاعر اليمني
مالك والتي كانت مصنوعة بالبن الخولاني والذي أعاد لنا الكثير من ترتيبات الحياة..وعندها علمنا السر في إرتياد الكثير لتلك الديوانيات الرائعة فعلاً..
>