الكاتب _ فيصل الشهري
الثناء المفرط لوزارة التعليم لا يشد من مفاصلها .. وإنما النقد البناء هو من يأتي لها بخير.
غير أننا وبمنتهى التفاؤل لسنا قلقين على الوزارة في ظل وزيرها الدكتور عزام .
فقد أتاها وهو يحمل ما تبقى من أمتعه نجاحه . ويأمل أن يسجل مجداً من شأنه أن يضاهي به مجدّ الخالدين رغم أن الوزارة مثقلة بتركة جاثمة لا يصلح معهل إلا الاجتثاث . ليتنفس الميدان من رئة التجديد أملاً . يكون نفعه متعدداً على المعلم والطالب ، ويطال الخير كله أرض الوطن .
التغيير والتجديد قد طال الوزارات من حولنا ونحن في التعليم طال علينا الأمد مكثاً في ذات المكان .
والمتأمل لواقعنا بعين الاختصاص من داخل التعليم يجد أن الكثير من المتاعب والعقبات هي من صنع أيدينا .
فالحديث عن القائد التربوي أستهلك جل اللقاءات التربوية , ونال منها نصيب الأسد , ولم يحض المعلم أو الطالب بأي عناية خلال اللقاءات أو حتى العروج على ذكر اسمه إلا من خلال لغة إسقاط لكل أخفاق ووضعه على كاهله .
فما تراه من القادة التربويين هو محاولة استغلال كل لقاء تربوي لصنع مكاسب تخصهم دون فريق عملهم .
من خلال المطالبة بحوافز مالية أومعنوية يضعونها على قائمة جدول أعمالهم . ليستاثروا بكل المزايا لأنفسهم من دون المعلم .
مما يوحي لك بأن مفهوم القائد التربوي في حقائبهم لم ينضج بعد . وان المعايير التي يعملون على العمل من خلالها مستوردة من خارج محاضن التربية . كما أنها لم ترتقي إلى مستوى وفلسفة القائد التربوي الناجح . وهو ما جعلنا نسير بثوب فكري تربوي ممتلئ بالثقوب . وقائم على ترقيع لمفهوم القائد التربوي برقع لا تناسب محاضن التربية . كما أنها ليست مؤهلة أن توضع في محرابه . فالتربية لها فلسفتها وتفاعلاتها المتجددة وطموحها المتغير و المتسارع في ثقافتها وتفكيرها . ومن يصنعها هو المتعلم بذاته ويوجهها المعلم المربي نحو مصباح المعرفة في تناغم وتكيف . يصنع منها مشكاة تفكير وتأمل .يشارك القائد التربوي في فهما ومتابعتها وتقديم الدعم لها من خلال ممارستها . على واقع المتعلم والمعلم من خلال الاحتكاك المباشر بالواقع الذي يعيشه المتعلم .
ومن هنا نجد أننا في حاجة ماسة وضرورية تفرض نفسها وهي إسناد جزء بسيط من الحصص الفصلية إلى القائد التربوي . تمكنه من الاتصال بالمتعلم بصفة دورية و تكسبه معارف ومهارات جديدة . تسهم مساهمة فعالة في اختيار الأصلح وترشده نحو الصواب . يتمكن حينها من ضبط إيقاع المنشأة وفق لحن تربوي مناسب للبيئة التربوية.وعندما يعيش القائد التربوي في عزلة عن المتعلم فأنه يفقد جذور التغذية التربوية ويفقد معها التنوع والتجديد والابتكار .وليس بخافٍ على الجميع أن الجراح الماهر عندما يبتعد عن غرفة العمليات يفقد كثيراً من المهارة .
كما أن المتعلم والمعلم المربي هو من يصنع المستقبل وهو من يجب العناية به من خلال التواصل معه وتجنب أي وسيط يفكر بالنيابة عنه أو يصنع مستقبله . او يعبر عن أفكاره .
كما أن القائد التربوي الناجح ليس من الأسباط التي تعمد إلى لغة الأوامر والنواهي أو التلويح بالعقوبة أو التذكير بها .
فالقائد التربوي له شرب آخر يتغذي عليه من خلال فنيات تعديل السلوك وخصائص النمو ولغة التفكير هي من يساعده في تغيير سلوك الأعضاء نحو الأفضل . ليكون أبلغ أثرا وأحسن فائدة. ولا يكون ذلك إلا من خلال الاحتكاك المباشر بالطالب من خلال الفصل . يقول أحد علماء النفس: “للتفكير علاقة بإزالة العقبات، وفي هذا عنصر اهتمام وتقويم، لولا ذلك لما كانت ثمة حاجة للتفكير. وتتصف النهاية الناجحة للتفكير بصفة بديعية ترافقها.
ومن هنا فالقائد التربوي يتعامل مع العقول والتربية والمنطق والتفكير, و هناك فرق بينه وبين من يتعامل مع مصنع لتعليب سمك السردين.
فيصل ابراهيم الشهري _ جدة>
اكيد الكلام هذا يزعل مدراء المدارس