لقد جرت العادة أن تقاس الأمم والمجتمعات بما تقدمه للبشرية من إنجازات وعلوم ومعارف وبما تتمتع به من تنوع حضاري واختلاف إيجابي يحقق للفكر الإنساني الثراء والتنوع والتكامل بعيدا عن الانقسام والتنافر، لذلك أصبح فن إدارة الخلاف علما يدرس، أفردت له كثيرا من الكتب والدوريات ليصبح أهم مفاتيح النجاح. وإدارة الخلاف فن يعجز عن تعلمه الكثيرون نظرا للخلط الحاصل بين الخلاف الطبيعي، وبين العداوة والمقاطعة وفرض الرأي بالقوة . ولذلك فالأجدر والأولى أن يحاول كل طرف القبول بوجود آخرين معارضين له في الرأي يبدأ معهم الحوار بالاستماع الإيجابي ثم النقاش المهذب بعيدا عن الهجوم أو التطاول وبالحكمة والموعظة الحسنة . وقد ثبت في العديد من النزاعات أن التأقلم مع الحالة والمعايشة معها يشكل أول مفاتيح الحل. وبلا شك أن إطالة أمد الخلاف يفتح المجال لصرف هذا الخلاف عن مساره الطبيعي ودفعه نحو منعطف آخر أشد خطورة. أضف إلى ذلك أن مثل هذه الإطالة توفر لضعاف النفوس القدرة على الإندساس لتوجيه هذا الخلاف إلى ما يخدم مصالحهم ويعود بالضرر على الجميع. لذلك علينا أن نواجه الانتقاد ساعة أشده بالهدوء والموضوعية والإيجابية لنتمكن من الإمساك بزمام الأمور بفعالية وبالتالي إدارة الأزمة بأفضل ما يكون لكي نحقق مزيدا من الأرباح التي تفيدنا تزيدنا قوة على قوة. وتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب).
صالح محمد الشهري.
>
كلام رائع ومنطقي، ليت المعنى يصل لكثير من الناس، البعض يعتقد أن من يخالفه بالرأي هو ضده ويبدأ معاداته