علت حدة شكاية المعلمين من كثرة مشاغبات الطلاب ، وارتفعت وتيرة تذمرهم مما آل إليه حال كثير من الطلاب في المدارس من عدم الاحترام ، وحب الفوضى ، والانشغال بالمشاجرات ، والاعتداءات ، وكثرة اللعب على حساب التفريط في الحرص على طلب العلم ، والتمسك بالأخلاق ، وحب النظام ، والإيثار ، والتضحية .
وليس الطلاب فحسب ، بل هي ظاهرة عامة لدى الأطفال ، ومشكلة اجتماعية جديرة بالبحث والدراسة .
جلست إلى كثير من الأطفال ، واستمعت إليهم كثيرًا ، وناقشتهم في كثير من شؤون حياتهم بحثًا عن أسباب هذا التغير الكبير في سلوكيات الطلاب داخل المدرسة وخارجها حتى صار الطالب المهذب الهادئ الحريص على بناء شخصيته البناء الأمثل نادرًا ، بل وإن وُجد فهو لا يخلو من التأثر بأولئك الطلاب الذين تغلب عليهم الفوضى ، وكثرة اللعب ، والاستهتار بالنظام بين الفينة والأخرى في ظل ضعف التعليمات التربوية عن ضبط سلوك الطلاب وتوجيهه .
وبالجلوس إليهم أماط النقاش اللثام عن وجه الحقيقة ، وأبان الكلام ما خفي من أحوال السريرة ، وأدركت أن من أسباب تلك المخالفات هو إدمان كثير من الطلاب الألعاب الإلكترونية التي تروج للقتل ، والعنف ، والانفلات الأخلاقي ، وحب العبث ، والفوضى !
أجريت استفتاء سريعًا حول أخطر تلك الألعاب الإلكترونية مع عدم معرفتي بها المعرفة التامة ؛ فوجدت أن لعبة اسمها ” قراند ” قد حازت النصيب الأكبر من ضمن الألعاب الإلكترونية الفكرية الخطرة ، ثم جاءت البقية بعدها متوالية .
أحسست بخطورة الأمر وأنا أستمع لكلام الطلاب ، فما يعرض فيها من خلال ما سمعته مخاطر لا يجب السكوت عنها خاصة وأن كثيرًا
من الأسر لا تعلم بما تحويه هذه الألعاب من تواصل مشبوه ، بل وتُقصِّر تلك الأسر بالتغافل عن أطفالها ؛ لترتاح من حركتهم البدنية التي تساهم في نشاطهم ، وزيادة نموهم ، ورفع مستوى ذكائهم .
وقد وجدت نفسي مدفوعًا للبحث عن تلك الألعاب ، وجمع المعلومات عنها ؛ لأجد أضعاف ما كنت أتوقع ، وسأورد هنا بعض ما قرأته عنها ، وإلا فإن المشاهدة قد تفوق الوصف ، وتزيد عليه .
– فاللعبة المسماة ” Grand Theft Auto ” هي واحدة من الألعاب المشهورة ، وفيها ينخرط الطفل في قلب الوسط الإجرامي داخل عالم مفتوح مستباح فيقتل المارة بالشوارع ، ويعتدي على أقسام الشرطة باستخدام السلاح ، واللعبة تشجع على العنف بشكل مباشر دون رادع ، وهي تحظى برواج كبير في عالم الأطفال !
– اللعبة ” Bully ” : لعبة خطرة تدور أحداثها داخل ( المدرسة ) ، وفيها يتقمص اللاعب شخصية الطالب المتمرد المتنمر الذي يشوه جدران المدرسة ، ويكسر أثاثها ، وشيئًا فشيئًا تجد ذلك الطالب المتمرد وقد صار عضوًا في عصبة من المجرمين !
– اللعبة ” MAFIA-II ” : ينضم اللاعب هنا إلى هذه المنظمة الإجرامية المعروفة ، فيَغتال ، ويقتل ، ويخطف ، ويُعذب ، ويروج للمخدرات ، ويدعو للرذيلة !
– اللعبة ” Fallout New Vegas ” : هذه اللعبة تجسد العنف ، وحب القتل في أفظع مشاهده ، فواحدة بالتفجير ، وثانية بالبتر ، وثالثة بالقطع ، وفيها يتم عرض مشاهد القتل عرضًا بطيئًا ؛ وذلك لإبراز تفاصيل لقطة انفجار الدماء ، وتناثر الأجساد !
– لعبة ” Dead Rising ” : هي واحدة من ألعاب ( الزومبي ) التي تدور أحداثها في عالم خيالي يفترض فناء العالم وتحول البشر إلى موتى ، وفيه يتحرك اللاعب الناجي من ذلك الوباء والذي يقاوم فيه من أجل البقاء ، ولكي يحقق ذلك فما عليه سوى القتل بأساليب وحشية قد تصل إلى استخدام المنشار الكهربائي في تمزيق الأجساد ، وفي اللعبة عرض لمشاهد الجثث ، والإبادة الجماعية ، والإفراط في الرعب والعنف !
لعبة ” Bio shock ” : لعبة مرعبة تحوي الكثير من المخلوقات الغريبة المرعبة ، كالفتيات اللاتي يقمن بغرز إبر في أجزاء العمود الفقري ؛ ليُخرجنَ منها وجبات من الخلايا الجذعية ، والجو العام للبيئة المحيطة باللاعب تدفعه إلى الرعب والجنون معًا !
– لعبة ” Doom 3 ” : لعبة لا تختلف عن سابقتها فهي تحمل الكثير من الرعب ، حيث يحمل اللاعب فيها أسلحة قوية ؛ لتدمير جيوش شياطين الجحيم التي تحاول غزو العالم ، وفيها يواجه اللاعب عناكب بأوجه أطفال مقلوبة ، أو جماجم مشتعلة في جو من الرعب والإخافة !
هذه أمثلة لبعض الألعاب الإلكترونية الخطرة ، وليست كلها ، وهي ألعاب تُكسِب الطفل سلوكيات إجرامية معادية ، وأفكارًا هدامة ، وفراغًا دينيّاً ، وإفلاسًا أخلاقيّاً ، وكل هذا يستوجب الوقفة الصادقة منا جميعًا ؛ لحماية عقول أطفالنا وأفكارهم .
وقد بدأت الدولة في التعامل مع هذا الخطر من خلال وزارة التعليم ، حيث أطلقت الوزارة هذا العام برنامجًا وقائيًّا هو برنامج ( فطن ) وهو برنامج يُعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية ، ويهدف في السعي للإسهام في التحصين النفسي للطلاب والطالبات ؛ لوقايتهم من السلوكيات الخطرة ، والأفكار المنحرفة . كما تتمثل أهدافه أيضًا في تعزيز القيم الدينية ، والاجتماعية ، والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الحنيف .
ومؤخرًا فقد عُقد مؤتمر اللعب الأول في الشرق الأوسط بتنظيم من جامعة الملك سعود ممثلة بكلية التربية بقسم السياسات التربوية بعنوان ” الأطفال بين الألعاب الإلكترونية والتقليدية رؤية تربوية مستقبلية ” ولمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من ٢١ وحتى ٢٣ جمادى الأولى ١٤٣٧ هـ ؛ وذلك استجابة للتوجيه السامي الكريم والخاص بضرورة مراقبة ألعاب الأطفال في المملكة .
وقد أجمعت معظم أوراق المؤتمر على أهمية ممارسة الطفل للعب الطبيعي غير الرقمي .
وقد أشار الدكتور عبد الله الهدلق – أحد المشاركين في المؤتمر – إلى خطورة إحدى الألعاب والمسماة ” حرب الآلهة ” على عقيدة اللاعب !
وفي المؤتمر تقدَّم الدكتور فهد الغفيلي بورقة عمل كاشفًا من خلالها استغلال تنظيم داعش الإرهابي للألعاب الرقمية في تجنيد الأطفال !
فهل بعد هذا نحتاج إلى تفصيل أكثر ؟!
وما برنامج ( فطن ) ، أو مؤتمر اللعب الأول إلا رسائل تثقيفية توعوية ، ولكن تبقى هناك أدوار مهمة للأجهزة الحكومية الرقابية والتنفيذية القادرة على منع مثل هذه الألعاب ، وإحكام السيطرة عليها .
ونحن جميعًا مطالبون بالتعامل بحزم مع هذه الألعاب ، دون تهاون ، أو تغافل ، أو تقليل من خطرها !
ويبقى على الأسرة الدور الأهم من خلال مشاركة الطفل اختياراته ، وتبصيره بخطر كثير من الألعاب الإلكترونية ، وعدم الإفراط في تركه يمارس هذه الألعاب الرقمية في غفلة أسرية تامة ، وجهل عما تقدمه ؛ فيقع الطفل ضحية لها ، ونقصر حينها في المحافظة على ثروة وطنية اجتماعية كبرى .
ماجد محمد الوبيران
>
فعلًا الوضع يحتاج إلى رقابة رسمية ثم أسرية و أخيرا شخصية
و أرى أن الجانب التوعوي التثقيفي لهذا الخطر قليل جدًا..
كلام رايع جدا وفي الصميم ولابد وقفه من الجميع ضد هذه الجهزه الاكترونية التي استهدفة أهم شريحة في المجتمع وهم السواعد التي تبني الوطن ولابد من حذرها نهايا لن العواقب وخيمه في المستقبل وهي مقصوده من أشخاص رغبتهم في مسح الهوية الإسلامية وإحلال العنف والفوضى بين الشباب في المستقبل لنهم هم سواعد المستقبل وتدمير أخلاقهم الاسلاميه
وفق الله كاتبنا أبا محمد
@^@
لا فض فوك
في بدايات البلاي ستيشن ،جربتها بنفسي، لعبة إسمها METAL GEAR ولمدة ثلاثة أشهر أصبحت عصبي جداً وحاد الطباع وأسب وأسخط وقليل النوم لكي أختم اللعبة وبعدما ختمتها قررت عدم اللعب مرة أخرى
للأسف اصبح هناك تنافس في الالعاب الاكثر دمويه دون اي انتباه من وزارة التجاره ومنعها من الدخول للااسواق اصبح صغار السن مدمينن لهذي الالعاب وقد يطبقون مايفعلونه ويبقى غياب المراقبه في المنزل شي اساسي لظهور مثل هذي الافعال
اشكرك يا آبامحمد مبدع ورائع
نضع حدود للاطفال حيث لا افراط ولاتفريط . لان في زمننا هذا الشخص يصعب عليه ان يحرم اولاده الاجهزة الالكترونية
وقس على ذلك الهواتف النقالة فكل ماكبر الطفل كبرت افكاره ويحاول بطبيعة الانسان التقليد .
وهنا يبدا دور الابوين وهو التوجيه بالطرق الصحيحة والسليمة
نسال الله ان يصلح اولادنا وبناتنا وان يكيفينا شر الفتن .
شكرا ايها الكاتب الحبيب اخي ماجد
احساسنا ان هناك مشكله والاعتراف بها شي جميل ويمثل اول خطوات الحل ،،،ماذا فعلت انا وانت من اجل حل هذه المشكله ونحن نوفر هذه الألعاب وبشكل مستمر وتوفير الأجهزه الحديثة في أيدي ابناءنا دون حسيب اورقيب،،،لنقف مع أنفسنا بصدق…شكراً ابومحمد.
هم عام إن لم تقف الجهات ذات العلاقة بحزم أمام من يتاجرون بمستقبل الأجيال فسيبقى الجرح ينزف ،ويبقى لمؤسساتنا التربوية دور مهم وفعال في التوعية وتحرير مفردة فطن حتى تتضح معالم البرنامج وأهدافه …
أحسنت أحسن الله إليك
وهذا الموضوع يجب أن تتبنى الدولة مشروعا وطنيا شانلا لحماية الأطفال وإيلاء المرحلة الابتدائية اهتماما مضاعفا لأن القواعد الحاكمة لحياة الطفل حتى موته تتكون وتتأصل في هذه المرحلة
فعلا الامر خطير ويحتاج الى وقفه من الجميع للتصدي لمثل هذه المخاطر التي تحيط بنا
وفقك الله ابا محمد وجزاك الله خير .
تحليلك للموضوع غير منطقي جدا ولا يستند لاي دليل علمي والالعاب لا تؤثر على الطفل
كلام جميل من تربوي لديه حس واستشعار للخطر الذي يعيشه الابناء في هذه المرحلة ..
ولاشك أن المسؤلية تقع على عاتق الوالدين ثم المدرسة والاجهزة الحكومية .
اشكرك استاذي على ما أبدعت
وفقك الله ابا محمد
موضوع خطير وقد تغفل اكثر الاسر عنها .
ويساهم البعض في هذه الغزو الموجه لابنائنا بتوفير هذه الالعاب لانهم لايعلمون مافيها .
طرح رائع ومفصل لهذا الخطر الموجود في معظم البيوت
لك جزيل الشكر على ما كتبت و اسأل الله ان يكتبها في موازين حسناتك
أحسنت طرق الموضوع الذي غاب عن كثير من الآباء والآمهات لأن أسواقنا تعج بكثير من هذه الألعاب التي تزرع العنف والفكر الإجرامي بين أطفالنا ولابد من تكاتف الجهود مع وزارة التجارة والجهات المعنية لأنها فعلاً أصبحت خطراً يداهم أطفالنا مع ضعف الرقابة .
مقاله رائعه وهي من افضل ماقرأت واتمنى لو تعمم على أولياء الامور والمجتمع فهي واقع مزعج .
وفعلا دراسه تشكر عليها استاذ ماجد
ابدعت وفقك الله
بارك الله فيك يا أستاذ ماجد ونفع بك
وقانا الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
فعلا هذا الواقع المؤلم جدا جدا وهذا ما نلاحظه في سلوكيات ابنائنا الطلاب .
اتمنى التكاتف بين جميع افراد المجتمع والوقوف يدا واحدة ضد هذا الغزو الخطير الذي اثر سلبا على اجيال المستقبل.
واخيرا اتقدم بالشكر الجزيل بعد شكر الله للاخ والمربي الفاضل الأستاذ ماجد على هذه المقالة الأكثر من رائعة.
كلام جميل و مفيد و معلومات تجعلنا نأخذ الحيطه و الحذر
و هذا هو الغزو الفكري و هذا هو دمار للاطفال
الله يكثر من امثالك يا استاذ/ ماجد
دائما مبدع و نرجوا التواصل لكي نستفيد من مقالاتك الجميلة??
أبدعت كعادتك أبا محمد. الأمر جلل وإذا لم تكن هناك وقفه قوية وصارمة من جميع الجهات فالمستقبل سيكون حافلا بكم هائل من الانفلات السلوكي والكوارث الاجتماعية.
أولآ :- أسأل الله أن يحمي أبنائنا ووطننا من شر الأشرار وكيد الكايدين..
ثانيآ :- شكرآ لك أستاذ ماجد على هذا الطرح الجميل والذي يستحق منا جميعآ الوقفة الصادقة والمراقبة الدقيقة لاسيما عند شراء الألعاب فالأطفال جبلوا على فطرة شرعية وإذا تركوا دون مراقبة فسوف تتحول تلك الفطرة وهو مايصبوا إليه أعداء الإسلام…
فالأطفال أمانة ولابد من مراقبتهم…فلك منا خالص التحايا..
حقيقة موضوع تشكر على طرحه اخ ماجد … هذه الظاهرة ملموسة في بيوتنا وفي مدارسنا … أصبحت سلوكيات الأطفال أكثر عدائية وعناد … ناهيك عن البدانة ومشاكل النظر وبطء الاستجابة وكثير من المشاكل النفسية … ذلك أن الطفل لديه طاقة عالية تحتاج إلى التفريغ … ولا أفضل من الأنشطة البدنية لتفريغ هذه الطاقة واكتساب إيجابيات كثيرة كالنمو البدني السليم والنباهة والتوازن النفسي … واستخدام التقنية بدون تقنين ومعرفة لمخاطرها هي أم المشاكل في عصرنا الحديث … ولابد من الوعي .. فالتوعية اول العلاج لمثل هذة الظاهرة …
الصراحة الموضوع خطير
وكل ذلك مع غياب القدوة الحسنة
نسأل الله أن يلطف بابنائنا ويحميهم
مع جزيل الشكر لك أستاذ ماجد
احسن الكاتب في لفت نظر المجتمع الى خطورة تلك الالعاب واصاب في ان الدور الاهم للحد من خطورتها يقع على عاتق الابوين اذ ان ترك الحبل على الغارب هو لا محالة يؤدي الى نتائج سلبية للنشأ والذي اشار اليه كاتبنا في ان السلبيات قد بدت واضحة من سلوكيات ابنائنا فلنكن جميعاً انتقائيين في اختياراتنا لهم.
دائما مبدع يا استاذ ماجد مقال اكثر من رائع