التلفزيون السعودي..والغربلة الشاملة !

الهلالي** التلفزيون الحكومي ( لأي بلد) واجهة إعلامية وتسويقية ويعكس ولو شيئاً بسيطا من موروث وحضارة المكان ويقدم صورة تعكس تطور وتقدم الشعوب فضلاً عن دوره الرقابي والمتابع لقضايا المجتمع وهمومه  شأنه في ذلك شأن سائر وسائل الإعلام الأخرى .

** لكن المتتبع لأداء التلفزيون السعودي يدرك أنه لايزال بعيداً عن لعب هذه الأدوار بل إنه – وللأسف- لايواكب التطورات التي مر و يمر بها الشعب السعودي والتغيرات التي طرأت على تركيبته الإجتماعية والثقافية خصوصاً مع الألفية الجديدة والثورة التقنية الهائلة التي أفرزت ثورة إعلامية كبرى وأنتجت مايعرف بـ “الإعلام الجديد ” عبر شبكات التواصل الإجتماعي !

** ورغم إستحداث ” هيئة الإذاعة والتلفزيون” منذ فترة لكنها ظلت عاجزة عن الإرتقاء بمستوى وهوية القنوات السعودية الرسمية ولاتزال تسبح بها في بحر (التقليدية) بل تخلفت عن ركب القنوات الخاصة المنافسة والأدهى من ذلك أنها تحولت ميداناً لسخرية السعوديين وتندرهم بسبب التركيبة البرامجية الرديئة والضعيفة في محتواها وشكلها العام  ..ورغم مئات المليارات التي تصرفها الدولة سنوياً للإرتقاء بمحتوى ومضمون التلفزيون السعودي بقنواته المتنوعة لكن ذلك لم يغير شيئاً في واقع  قنواتنا الرسمية التي أصبحت الخيار الأخير بل أزعم أنها لم تعد خياراً للمشاهد السعودي الذي تحول للقنوات السعودية الخاصة أو القنوات الخليجية والعربية الأخرى ..!

** ومن الواضح أن البيروقراطية التي تسيطر على هيئة الإذاعة والتلفزيون هي من تَحُول دون الإرتقاء بقنواتنا الرسمية ومن الواضح أيضاً أن الملايين التي تدفع لتطوير وتجديد هوية التلفزيون السعودي لاتؤتي أُكلها وغير مثمرة على الأقل في الفترة الحالية لذلك أجزم أن غربةً شاملةً للهيئة وتغييراً واسعاً في الكوادر القيادية كفيل بإعادة قنواتنا لميدان المنافسة مع مثيلاتها والإرتقاء بها لمستوى أفضل يتناسب مع حجم ومكانة واسم المملكة العربية السعودية ..وسلامتكم!

 

إبراهيم الهلالي>

شاهد أيضاً

الكتب السماوية

بقلم / سميه محمد الكتب السماوية هي التي أنزلها الله من فوق سبع سموات على …

تعليق واحد

  1. من يوم دفعو 50ىمليون عشان تغيير شعار القنوات وهي سيفين ونخله

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com