اليأس راحة

 

بقلم _ عائشة عسيري ” ألمعية”

أحيانا في هذه الحياة نحن لانحتاج أملا يبقينا شبه أحياء.
بل نحتاج صدمة تميت قلوبنا إلى الأبد.
أحيانا يكون الأمل عذابا حقيقيا لنا، خاصة إذا طال بنا الأمد ونحن متعلقون بحباله الواهية.
فتزيد أحزاننا أكثر، و تتعمق جراحنا بشكل أكبر، و تنهش طول الآمال أرواحنا شيئا فشيئا ، حتى نغدو أمواتا في ثياب الأحياء، فلا نحن إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
ويصبح اليأس من الحياة والناس، قرارا حكيما وعقلانيا مريحا لعقولنا وقلوبنا المعذبة منذ أمد بعيد، والتي لم تعد لتحتمل المزيد أكثر مما قد احتملت.
اليأس ليس سيئا دائما، فهو أيضا خيار معقول حينما لا يعود لديك شيء في الحياة تتمسك به أو يستحق منك الصبر والتفاؤل وطول الإنتظار.
إنه الخيار المريح من بين الخيارات الأشد ألما.
وبالرغم من قول الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
بالرغم من تزيينه الأمل لنا، فإن اليأس أحيانا يكون الحل الأكثر راحة وطمئنينة.
يقول الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله:
والياس في الدنيا حدا الراحتين.
إنه محق ، فاليأس أحيانا راحة من الدنيا ولأوائها .
فلاتعود تنظر فرحا لن يأتي، و حلما لن يتحقق، وصديقا لايخذل، وشمسا تشرق عليك بميلاد جديد وسعيد.
سترتاح من كل ذلك الإنتظار غير المجدي
ستنهض صباحا وأنت لا تنتظر شيئا ولا تحلم بشيء ولا تتوقع أي شيء.
سيمر يومك كأمسك وكما سيمر غدك.
لاجديد ولا مزيد من الإنتظار.
أنت ميت وبإمتياز، ولكنك واقف لأن الآخرين ربما يريدون أن تظل واقفا لأجلهم ليس أكثر.
وذات أجل ستسقط ميتا بينهم، ووقتها فقط سيعلمون منذ متى وأنت ميت.>

شاهد أيضاً

دورة تدريبية عن “كتابة الرواية” بأدبي مكة

صحيفة عسير _ صيته العرجاني يعلن نادي مكة الثقافي الأدبي عن إقامة دورة تدريبية مجانية …

تعليق واحد

  1. أحمد محمود مبارك

    مقالة جيدة ومشوقة للأستاذة عائشة عسيرى

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com