عسير صحيفة عسير الإلكترونية
لغة القرآن لغة الخلو {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (28) سورة الزمر ، مما جعلني اكتب في هذا الموضوع للأسف ظاهرة غريبة لم نكن لنعهدها من قبل ، اطفال تربوا على التخاطب بلغات اجنبية وترك اللغة العربية لغة الكرامة والمجد. وذلك لان هذه الظاهرة أتتنا من مجتمعات اخرى ليس لها علاقة بالعربية ولا بالدِّين . ربما يرى البعض ان التحدث بغير العربية يدل على التقدم والحضاره وهناك مواقف تتحدث عنها ام غاده حيث تقول ابنتي في الصف الاول الابتدائي تقول: ان ابنتها تسأل لماذا بنات عمي يتحدثن اثناء اللعب باللغة الانجليزية ؟،اناافهم ما يقلن ياامي ولكن نحن عرب لماذا لا يتكلمن باللغة العربية ،لاني احب لغتي ،ولا اريد ان اتحدث اثناء اللعب بغير العربية . كذلك ام ساره تقول ابنتي في الصف الثاني تسأل صديقاتي يتحدثن باللغة الانجليزية وعندما اتحدث معهن بالعربيه لا يفهمن كلامي هن عرب لماذا لا يفهمن العربية ؟ولقددخلت بعض الكلمات الغير عربية وخالطت اللغة العربية حتى اصبح لدينا لهجة عامية وذلك نتيجة لمخالطة بعض الشعوب الغير عربية . هذه الكلمات مثل بازار اصلها فارسيه انتقلت الى التركيه وتعني السوق. وكلمة بيرق اصلها فارسي ومعناها العلم ،وغير ذلك من الكلمات الغير عربية وهي متداولة بين الناس على انها عربية . فلا بد ان نتدارك الامر حيث ننشأ رابط من المودة بين الطالب ومادة اللغة العربية ، وإرشاده لاكتساب مهارته الفكرية والقيادية ،حيث تساعده على تحقيق ذاته وتطوير مواهبه الفردية . ايضا لا بد من تنظيم ورشة عمل حيث يتم بواسطتها تدوين ملاحظات حول اللغة العربية كتابة ونشاطا ،وتفادي الأخطاء الشائعة في اللغة العربية ،ومعرفة القواعد الإملائية والممنوع من الصرف وعلامات الترقيم . والاهتمام باللغة العربية هو الاهتمام بالذات والثقافة والحضارة فمن لا لغة له لا حضارة له ومن لا ثقافة له لا حضارةله . ويعتبر مركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية خطوة رائدة في طريق الاهتمام بمخزوننا اللغوي وتاريخ هذه اللغة وسبل إحياءها في العصر الحديث . فيجب على العالم الاسلامي العناية بها وجعلها مادة اجبارية تدرس في مدارسهم وذلك لانها لغة القرآن وهي وعاء الاسلام ومستودع ثقافته . والذي لا يعرف قواعد البيان العربي ومقاصد خطاب العرب يقع في اخطاء في الفهم ،حيث يستنبط من القرآن والسنه معاني بعيدة من مقاصد الشرع . فالله سبحانه وتعالى علم عباده البيان في قوله تعالى{ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (4)سورة الرحمن ولقد امتاز العرب بأنهم اهل البلاغة والفصاحة منذ اقدم العصور ،على العكس ان هناك لغات لشعوب شتى انتهت واندثرت . ففي اللغة العربية خصوصا في القرآن التمثيل البلاغي وأسلوب الاعتماد على الطريقة التصويرية للتعبير عن المعاني والأفكار،كما هو في هذه الآية{ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ50 فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} 51سورة المدثر ومعنى الآية كأنهم في نفارهم عن الحق، وإعراضهم عنه حُمُر من حمر الوحش إذا فرت ممن يريد صيدها . ولقد تغنى الشعراء باللغة العربية في نظم القصائد مثل الشاعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي شاعر سعودي ابحر بهذه القصيدة. روضُنا ما زال بالخصـبِ نَديّـاً *** بكـرةً يثمـرُ فينـا، وعَشـيَّـا
أنبتَ الفصحى لنا خيـرَ نبـات *** فنمـتْ لفظـا، وحسـاً شاعريـا
وازدهت نصـا بلاغيـا بديعـا *** يمـلأ النفـسَ شعـورا أريحيـا. كذلك الشاعر السوري جاك صبري شماس حيث ابدع في هذه الأبيات في لغة الضاد . هام الفـؤاد بروضـك الريان *** أسمى اللغات ربيبة القرآن
أنا لن أخاطب بالرطانة يعربا *** أو أستعير مترجماً لبياني
أودعت فيك حشاشتي ومشاعري *** و لأنت أمي والدي وكياني
لغة حباها الله حرفاً خالداً *** فتوضعت عبـقاً على الأكوان
وتلألأت بالضاد تشمخ عـزةً *** وتسيل شهداً في فم الأزمان
فاحذر أخي العربي من غـدر المدى *** واغرس بذور الضاد في الوجدان
ماكان حرفك من “فرنسا” يقتدى*** أو كان شعرك من بني “ريغان”
ولئن نطقت أياً شـقيقي فلتقـل*** خيـر اللغات فصـاحة القرآن. وايضاً نظم الشاعر الحاج صلاح النجارقصيدة كل حروفها بدون نقط الحمد لله الصمد حال السرور والكمد*** الله لا اله إلا الله مولاك الأحد
أول كل أول أصل الأصول و العمد** *الحول والطول له لا درع إلا ما سرد. اما بالنسبة للعالم اسماعيل بن ابي بكر المقري ر حمه الله ابدع في عدة ابيات وهذا بيت لا يتحرك بقراءته اللسان آبَ همِّى وهمَّ بى أحبابى *** همَّهم مابهم وهمِّى مابى. وهذا لا تتحرك بقراءته الشفتان. قطعنا على قطع القطا قطع ليلة [مدح وثناء من اليمين الى اليسار. حلموا فما ساءت لهم شيمُ *** سمحوا فما شحت لهم مننُ
سلموا فما زلت لهم قدمُ ***رشدوا فلا ضلت لهم سننُ
(ذم وهجاء) من اليسار لليمين
مننٌ لهم شحت فما سمحوا* **شيمٌ لهم ساءت فما حلموا
سننٌ لهم ضلت فلا رشدوا ***قدمٌ لهم زلت فما سلموا. من اليمين الى أليسار يعطي نفس المعنى. مودته تدوم لكل هول ***وهل كل مودته تدوم. ولقد اهتم العلماء العرب بالعناية باللغة العربية اهتماما كبيرا ،فقد كانت لهم أسفار حول العالم ومؤلفات ثرية وشعر ولهذا السبب نهضت اللغة العربية بتراثها الفكري والعلمي وهذا ليس بغريب فلقد حفظ القرآن هذه اللغة من الاندثاروالانتهاء حيث ذكرالله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز. {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } 9 سورة يوسف
بقلم : أ.نورة السماعيل
>
الامر خطير اذا كان بعض الناس يقدر اللغات الأجنبية وتفضيلها على اللغة العربية. إبو احمد
اشكرك على هذا المقال فهو يتكلم عن واقع بعض من حولنا
أودّ لو يتجاوب الآخرون في الحفاظ على لغتنا فهي عنوان لتقدمنا