عليك سوابق

بقلم الكاتب : مشاري آل مجري
في أحد الايام رأيت شاباً متكأً خلف سيارته وكانت مفتوحة الأبواب فوقفت لعلي أقدم المساعدة وإذا به يبكي خلف سيارته وقد ضاقت الارض به ذرعاً ، فسلمت وواسيته وسألته من مات؟ فلم يجب، فسألته ما بك فقال والعبرات تكاد تسد مخارج الحروف عنده : أين اذهب؟ أين أعيش ؟ كيف أستطيع أن اعيش ؟ ابتدأ كلامه بهذه الأسئلة وعندما أسهب في الحديث إذا به كان موظفاً في السلك العسكري وقد قام بمخالفة ما أستوجبت سجنه( دون تعليل لسبب فعلته ) فألقي القبض عليه وحكم عليه بالسجن وغرامة ماليه وإيقاف للخدمات ( بسبب عدم سداد المخالفة )ومنع من السفر واستغنى عنه عمله ، وعندما خرج من السجن لم يستطع ان يتوظف بحجة أنه من أصحاب السوابق وعندما أراد بيع الفاكهة على جانب الطريق صادرت البلدية بضاعته بحجة أنه مصدر للتشوه البصري للماره ، وإذا هو بهذا الحال .
واقعٌ يعيشة الكثير من الشباب بعد الخروج من السجن فيجب تغير مفهوم السجن في المملكة فالهدف من السجن هو التأديب والردع ، فيغير أسمه إلى إصلاحيه ، ويؤهل نزلاه تأهيل نفسياً وعقلياً وعضوياً ، فمنهم من يحمل العقد النفسية من قسوة التربية والنشأة ، ومنهم من يعاني من تراكم السموم داخل جسمه بسبب الإدمان وإلى اخره من المشاكل التي اضطرته لتغيير سلوكه .
ثم يدرب ويعلم مهنة أو صنعه فلا يخرج من الإصلاحية إلا وهو شخص مثمر قادر على توفير قوت يومه مهيأ لسوق العمل .
أو من كان في وظيفية رسمية يعاد فيها بضوابط .
ويجعل له برنامج مراقبه ومتابعة دوري فإن اعتدل و استقام سلوكه كوفئ ومحيت سوابقه فكل ابن آدم خطاء ، وإلا جُعل له برامج تأهيليه جديدة .
ولنا في تجربة هولندا خير إثبات فقد خفت معدلات الجريمة فيها لدرجة أصبح فيها عدد السجانين أكثر من السجناء و مما اضطرها لإغلاق أكثر من ١٩ سجناً و تأجير بعض السجون على الدولة المجاورة .
في الإمارات العربية أيضا فقد تم تحويل غالبية السجون الى مؤسسات عقابية إصلاحية يتم فيها تهيئة نفسية للسجين ومن ثم تهيأته لسوق العمل وللإنطلاق ببداية جديدة .
فلا يخرج بنفس العقد النفسية مضاف لها ندم السجن وألم فقد الحرية وأفكار المجرمين الذين عايشهم فترة سجنه ، ومن دون مصدر عيش بعد السجن ، فيخرج لنا أشد إجراماً وخطراً على المجتمع . وأختم بحديث لأبي الدرداء رضي الله عنه ، عن أبي قلابة أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه فقال :(أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه) قالوا : بلى قال: (فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم )قالوا :أفلا تبغضه ؟ قال:( إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي).>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com