مؤشر حياتي يقول رويت من التعب وما ارتويت من الحياة

بقلم: إبراهيم العسكري

حسب تجربتي بوجهة نظري أن دورة الحياة عبارة عن مؤشر قياس يتذبذب صعودا ثم نزولا ومهما حاولنا في المؤشر أن يبقى لدرجة الرضى النفسي أو زيادة نسبة الرضى إلا أن الظروف والأقدار المفاجئة هي التي تغلب دائما وتعلب الدور مهما حاولنا بنية القصد رفع درجة المؤشر أو المحافظة على استمراريته بنفس المعيار المتوازي إلا أنه يفاجئنا حينما يسقط فجأة من النسبة الطبيعية إلى معدل انخفاض لدرجات قد تنحدر تحت الصفر كثيرا أن لم تنطفىء معه المؤشرات الداخلية للجسم المقاوم
وعندها نحتاج للبناء من بداية الأساس وبذل قصارى الجهود للمقاومة ومحاولة عودة المؤشر ولكن لا نملك مهما اجتهدنا رفع الدرجة للعودة لمستوى الرضى إلا بعد زمن وجهود مضنيه في حين أنه قد يعاود انحدار المؤشر في أي لحظة فينحدر مرة أخرى أو مرارا أكثر بفعل الاقدار التي يتحكم فيها ملك الملوك رب العزة والجلال..!!

تلك هي أشبه بحياتنا المتذبذبه فالفقير يود الغنى ويقاوم بكل ما أوتي للمكابدة ومسايرة الركب.

الغني يود العبور لأقصى درجات المؤشر الخاص به فليس له درجة رضا معينه ليتوقف عندها.

صاحب المرض يود العلاج وطرد الأسقام بكل الجهود.

السليم يحاول الحفاظ ونيل كل الاحتياطات للبقاء.

الكبير يود أن تهدأ الحركة المستمرة التي تستهلك كل القوى والطاقات لديه ولكن هيت لك.

الصغير يود الكبر لخوض الغمار ويملك اندفاعا على عجل وغير مقنن بأي اعتبارات.

الراحل يأتيه الكرت في غفلة وينتهي معه المشوار..!!

هي الحياة عندما ندرك أبعادها نؤمن كمسلمين أنها تمضي بعجل وأن مفاجآتها قد تكون خطيرة أو مميتة لكن نعلم يقينا أن ما عند الله خير وأبقى..!!

مهما أوتينا وحاولنا لن نستطيع التلاعب بالمؤشر ليعود للبدء أو للوسط أو لمجرد ثوان مضت فيبقى تذبذبه بين صعود وانخفاض حتى يفاجئ الجميع دنو الارتحال..!!!

مع اختلاف ظروف كل شخص عن الآخر فعندما يولد المدلل وهو يرى إنعكاس شعاع ملعقته الذهبية التي ينشأ بجوارها ويسطع أمامه بريقها فيكبر كشجرة حظيت بوجودها على نهر جار فيأتيها رزقها مطرودا بقوة الدفع مع تلك المياه الجاريه بغض النظر عن كونها صالحة للاستهلاك الآدمي من عدمه وغالباً هذا النوع غير مقاوم..

الآخر يولد وهو يرى أمامه سرابا لا يكاد يصل إليه لكنه أفضل من ذاك الذي يرى حفرا ومعوقات ودهاليز يبني فكره بأن عليه تجاوزها ليعيش ويحلم أن يكون يوما ما بالقرب من أصحاب الملاعق البراقة..

كل الخلائق لا تستطيع التلاعب بمؤشر الحياة إطلاقا حتى تموت وتنتهي لكن المسلمين يدركون أنها ستعود لهم الحياة من جديد لتبقى درجة الرضى المستقرة بإذن الله
أو لا تستقر لتكون ممن فرت من قسورة والعياذ بالله..

ومضة.
ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله بصبر وبحسن خلق وحسن الختام..

 

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

تعليق واحد

  1. فيصل بن سارح المالكي

    اللهم أجعلنا من يعيش في الدنيا لرضاه سبحانه وتعالى وطامعين بجنته . سلمت يمناك

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com