هندسة العقول

بقلم / عبدالمحسن عسيري

قرأت عن محامياً ألمانياً في دوسلدورف أنه أعلن عن خدماته قائلاً :
” سأجعل طلاقكم أجمل من زفافكم !
استوقفني هذا الإعلان (المضحك،الملفت) و تذكّرت قراءتي للعديد من كتب الإقناع و كتب علم الدعاية والإعلان و علم هندسة العقول …
وقلت في نفسي هذا ملخص لما يجري في علم الدعاية و الإعلانات حيث تُنَمّق الكلمات و تُرَتّب و تُعَدّ بعناية لتحقق هدفاً معيناً أو تحدث تأثيراً بالغاً
وهذا أمر خطير على البشر ! لأنه قد يُغَرر بكثير من الناس لتقبل فكرة أو منتج حتى و إن كان تافهاً أو ضاراً أو لا أخلاقياً، فقط باستخدام الإقناع و التأثير ….
وهذا ليس في الإعلانات وحسب
بل هو كذلك في علم التأثير وهندسة العقول
“عقول تستهدف عقولاً مثلها”
نحن في زمن السباق على(التأثير على العقول)
في زماننا هذا ؛ يعتنق الناس أفكاراً غير منطقية ؛ لا يقتنعون بها … ولكن يُقنَعون بها ، و يقعون فريسة الإقناع القسري !
حيث تُرغَم العقول على الاقتناع تحت تأثير التكرار و تنويع الأساليب ؛ خداعاً و مَكراً و احتيالاً ، حتى تضعف صلابة عقولهم ؛ كما تضعف صلابة قطعة الخشب التي تسمح للمسمار باختراقها ، تحت تأثير الطرق المستمر
وهكذا العقول ، قد تضعف و تنهار و إن طال زمن مقاومتها للفكرة لدرجة أن الأمر قد يصل إلى درجة الهوَس عند البعض إلا من رحم الله
ومن يتعمق في هذا المجال سيجد العجب العجاب،يجب أن نملك عقولنا بأنفسنا ، و لا نسلمها لغيرنا و أن نحافظ عليها ؛ولا نفرط بها.
وعلى الأقل أن يمتلك الواحد منّا عقلاً ، يدرك بهذا العقل ما وصل إليه العقل البشري.

شاهد أيضاً

” لأن شهامتنا من شيمنا “

في حادثة ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي فخرًا، ووثقت تفاصيلها بدقة بكاميرات الجوال ، كان …

تعليق واحد

  1. نتمنى لك التوفيق والنجاح

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com