بقلم / منار مليباري
في إحدى المرات وبينما كنت في مجلس للنساء تعرضت لموقف يجرح كياني كأنثى مما جعلني ألجأ وبشكل سريع إلى استخدام ما قد يسمى “بكيد النساء” الذي نجحت معه بفضل الله في الرد على جميع الأطراف المؤذية دون أن أضطر للدخول في مشاحنات وشجار واضح مع من قاموا بالتقليل من شأني ” ربما بدون قصد ” ، إلا أن إحداهن ومع أنها كانت إلى جانبي لكنها قامت بمعاتبتي بقولها أني لا أثق بنفسي !
بغض النظر عن مدى صحة ما فعلته ولكن الحقيقة أنني لا أدري بالضبط ما الرابط بين ما فعلته بالرد عليهم بتلك الطريقة و بين الثقة بالنفس إلا أن ما أريد التحدث عنه الآن هو “الثقة بالنفس” ..
كثيرا ما نستمع إلى المحاضرات والدروس أو نحضر الدورات و نقوم بقراءة الكتب التي تتحدث عن الثقة بالنفس لأننا نرغب بأن نكون واثقين من أنفسنا ..
ولكن السؤال هو : لماذا يجب علينا أن نثق بأنفسنا ؟
قد يكون كلامي غريبا ولكنني ومع أنني كنت أعتقد دائما بأنني واثقة من نفسي إلا أنني الآن أرى بأنني على الأرجح كنت أحمل في قلبي شيئا من التكبر الذي أسأل الله أن يعافيني ويبعدني عنه وجميع المسلمين ..
الحقيقة هي أني أصبحت أرى بأن الثقة بالنفس هي أمر لا يحق للإنسان أن يتحلى به ، بل يجب أن يحاسب نفسه دائما ويزكيها باستمرار ، يحاول إصلاح أخطائها ويطورها ، أليست النفس أمارة بالسوء ؟ ، أليست تجرنا إلى ارتكاب الذنوب كثيرا ؟
ثم ما العيب في أن نتلعثم في الكلام ؟
ما العيب في ألا نكون بصحة جيدة ؟
ما العيب في أن نخجل ويحمر وجهنا ؟
ما العيب في أن نبكي ونحزن ؟
ما العيب في أن نمشي منحنين الظهر ؟ ( بغض النظر عن مدى سلامة العمود الفقري )
ما العيب في ألا نكون جميلين في نظر الناس ؟
ما العيب في أن نكون فاشلين في أمور معينة ؟
وما العيب في أن تكون ملابسنا ليست مبهرة ؟
ما العيب في أن نلوم أنفسنا ونهذبها.. ألسنا بشرا ؟
أعتقد بأن من يجب علينا أن نثق به حقا هو الله تعالى !
نعم .. نثق بخلقة الله لنا ونثق بما أعطانا وأخذ منا وأننا بشر ممن خلق ، نثق بأوامره ونواهيه ، نثق بأن دينه سبحانه كامل ، نثق بقدرته على شفائنا ورزقنا ، نستمر في التوبة وفي طريق النجاح والفلاح لأننا نثق بالله .