مُتنمر

بقلم الكاتبة : سلافة سمباوه

ابدت والدة حزنها على ابنتها التي ترفض الذهاب الى المدرسة نظراً لان ابنتها تتعرض للتنمر مما سبب لها بعضاً من العزلة النفسيه ، تذكرت حديث ابنتي عندما قالت : قد خُيرت يوماً بأن تترك صديقاتها لتذهب مع شُلة معينة وحزب وإلا ستبقى منبوذة مع صديقاتها ماكان من ابنتي إلا أن اختارت صديقاتها وسلامها النفسي مما أعادني لذكرياتي ايضاً مع ابني عندما كان منتقلاً إلى المرحلة المتوسطة ا وهو يتوجس قلقاً ورهبة قال لي : كيف اتفادى التنمر وكيف أفرض حدودي من البداية ؟!

تلك الكلمة كانت ناقوساً في عقلي جعلتني أكتب الليلة . أمن من المعقول أن التنمر أصبح شيءجميل ومهيب للبعض ؟!

كان حواري معه مستفيضاً أكتبه لكم كي يفهم أسباب تنمر الاخرين واثره النفسي على الفاعل والمفعول به بداية التنمّر كتعريف بسيط هو التسلط والتهكم من قبل شخص أو عدة أشخاص موجه إلى شخص أو عدة أشخاص آخرين و لا يخلو من الإيذاء بشتى أنواعه سواء كان جسدي أو نفسي أو لفظي أو عائلي أو مدرسي ، إن التنمر ظاهرة إجتماعية منتشرة في جميع المجتمعات ما يحدد مستواها هو أنه كلما زاد الوعي في مجتمع ما قلت نسبة التنمر فيه لأن الأفراد يصبحون بذلك أكثر إدراك بماهية الحقوق والواجبات وبالتالي سيتم التعامل مع التنمر بصفته ظاهرة لمعرفة نشأته وأسبابه المختلفة حسب الموقف وكيفية علاجه فيما بعد ، فضلاً عن ثقافة الآباء التي تنعكس على تربية أبنائهم.

قد يكون إنتشار التنمر الجسدي عند الذكور أكثر منه عند الإناث بينما ينتشر بينهن التنمر اللفظي و العاطفي بنسبة أكبر.

يأتي دور الأسرة في توعية أطفالهم بالمرتبة الأولى يليه دور المجتمع ، هذين الدورين اللذان يكملان بعضهما البعض لا يمكن إغفالهما ،

ومع تطوّر وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها السريع والواسع بين جميع فئات المجتمع، ولا سيما المراهقين الذين يجارونها إذ لديهم مهارة رقمية اكتسبوها بحكم مواكبتهم للتكنولوجيا منذ الطفولة، تزداد نسبة التنمّر الإلكتروني مع ظهور تطبيقات بشكل متواصل، مثل الإنستغرام والتويتر والواتساب وسناب شات.وكل تطبيق تواصل اجتماعي، وتربط معظم الدراسات النفسية الحديثة بين ظاهرة الاكتئاب الشديد عند المراهقين، والتنمّر الإلكتروني

يتواصل آلاف المراهقين يوميًا عبر شبكة التواصل الاجتماعي الإلكترونية، والألواح الرقمية وتطبيقات الهواتف الذكية. وللأسف فإن شبكة التواصل الاجتماعي تكون منصّة يختبرون من خلالها التنمّر، وهو يتخذ أشكالاً عدّة:

• وضع رسالة مسيئة على الصفحة الشخصية للمستخدم.

• كتابة تعليقات وقحة ومسيئة على صورة يعرضها الشخص.

• وضع صورة أو مقطع فيديو للسخرية من الشخص الذي يظهر في الصورة أو الفيديو.

• اختلاق صفحة ملف شخصية مزيّفة لإغاظة الآخرين أو لتعريضهم للمشكلات.

التنمّر عبر الهواتف الذكية

قد يتعرّض المراهق للتنمر عبر هاتفه الذكي، فهناك تطبيقات يمكن استعمالها لإرسال رسائل من ضمنها صور ومقاطع فيديو، إذاً تعدى التنمر حدود المدرسة .

كيف يحدث التنمّر الإلكتروني بين الأطفال والمراهقين ؟! بداية هم يعرفون بعضهم خارج الشبكة العنكبوتية، أي قد يكون المتنمّر والضحية في المدرسة نفسها، أو يقصدان النادي الرياضي نفسه. وبالتالي يختار المتنمّر ضحيّته التي يعرفها مسبقًا فيستخدم نقاط ضعفها، مثلاً كأن يكون الضحية هزيلاً أو بدينًا أو كسولاً أو ممتازًا في المدرسة أو أن يكون ببساطة يغار من الضحّية إذا كان لديه عدد كبير من الأصدقاء فيعمد إلى تشويه صورته بشكل أوسع عبر تعليقاته المسيئة، ويشاركه في التنمّر الأشخاص التابعون له. وفي المقابل، قد يحدث تبادل في الأدوار فيرد الضحيّة بأسلوب التنمّر نفسه، خصوصًا إذا كان يعرف نقاط ضعف المتنمّر.

هناك فرق بين التنمّر الواقعي والتنمر الإلكتروني في العالم الافتراضي

التنمّر العادي يكون وجهًا لوجه، وغالبًا ما ينتهي مع انتهاء العام الدراسي، وإذا لم يكن لدى المتنمّر والضحية نشاطات مشتركة خارج إطار المدرسة. فيما التنمّر الإلكتروني، فلا مهرب منه ويزداد سوءًا إذا لم تكن الضحية قادرة على الدفاع عن نفسها، لأن ثقتها بنفسها ضعيفة وشخصيتها متردّدة.

صحيح أنه لا يؤذي جسديًا، ولكن يشعر المراهق الضحية بالضعف والاستياء الشديد، فيشعر بالخوف والوحدة والتوتر، ولا يمكنه تخطّي هذه المشاعر. ولا مفر من الهروب من التنمر الإلكتروني، لأن أي شخص أصبح قادرًا على الولوج إلى هاتف الضحية الذكي أو صفحته الإلكترونية

الطفل أو المراهق المتنمّر شخص يشعر بالألم في داخله، ولا يشعر بالراحة في أعماق نفسه، رغم أنه يُظهر عكس ذلك. فهو:

• لديه شعور بالنقص العاطفي، مثلاً يشعر بأن لا مكانة له في العائلة

• والداه مشغولان ولا يخصّصان الوقت للجلوس معه والاستماع إليه والحوار معه.

• قد يكون هذا المتنمّر مفرط الدلال، يعيش في محيط اجتماعي لا يوجد من يقول له «لا»، وقد يكون سبب ذلك أيضا إنشغال الأهل، وبالتالي فهم يوفرون له كل الأمور المادية في مقابل غياب الاهتمام العاطفي المعنوي. فينتج من هذا الدلال المفرط أن الطفل أو المراهق المتنمّر يعتبر الآخرين أشياء يمكنه التحكم فيهم والسيطرة عليهم، ويستخدمهم أداة له.

• محيط عائلي يعزّز شخصية المتنمّر، مثلاً كأن يكون الأب ممن يحلّون مشكلاتهم من طريق العنف أو الترهيب، أو حتى عبر التنمّر الإلكتروني، ، إذًا صورة العنف موجودة في العائلة، ويفتخرون بها بل هي ميزة، وليست لديهم مشكلة في هذا التميز. إذاً هذا الطفل ينشأ في محيط يختلف في قيمه ولكن يبقى السبب النفسي هو الراجح.

• يتعرض للعنف في محيطه العائلي، وهذا أحد الاحتمالات،مما يضطر هذا الطفل أن ينفّس عن الكبت أو الغضب الموجود في داخله، وبالتالي يتنمّر في المحيط الاجتماعي خارج إطار العائلة، في المدرسة أو في النادي الرياضي أو عبر شبكة التواصل الاجتماعي المشارك فيها. إذ ليس بالضرورة أن يأخذ التنمّر صورة العنف الجسدي، بل يمكن أن يكون أيضًا معنويًا، والتنمر الإلكتروني أحد أشكاله.ويصعب على الأهل اكتشاف صفة التنمر عند ابنهم، لذا دور المدرسة أساسي وهي التي تُعلم الأهل .

المتنمر ليس إنسانًا سيئًا، وعندما تكون لديه حاجة عاطفية في الاستهزاء من شخص آخر، ليس بالضرورة أن يكون متفلتًا من القيم الاجتماعية. ومع الوقت يخف ميله إلى التنمر إذا كان هناك تعاون بين المدرسة والأهل والاختصاصي بشكل جيد، فخلال شهر ينتهي سلوك التنمّر. من المهم جدًا دور المدرسة والتواصل بينها وبين الأهل.

كيف تعلم ابنائك بمنع التنمر عنهم ؟

١-محاولة التعرف إلى دافع المتنمر: يمكن المتنمر أن يكون صديقًا، أو أي شخص تعرفه جيدًا. فإذا بدا أن في الإمكان التحدث إلى الشخص المتنمر، أطلب منه أن يتوقف فورًا، على أن يكون الطلب منه شخصيًا، أي وجهًا لوجه، لا من طريق البريد الإلكتروني أو رسالة نصية.

٢-عدم الرد على الرسائل المستفزة: إذا لاحظت أن المتنمر لا يستجيب للمناقشة الهادئة، توقف عن الرد على الرسائل النصية، والرسائل الفورية ورسائل البريد الإلكتروني الموجهة إلى المتنمر، فهو يريد فقط استفزازك وبالتالي جعل الأمور أسوأ، وربما قد يهدّدك بالرسائل التي بعثتها، خصوصًا إذا كانت تحتوي على شتائم. ولا تهدد المتنمّر، كإرسال نص تهدده فيه، فإنك بذلك تشجعه على المثابرة في سلوكه السيئ، ويمكن أيضًا أن يسبب لك المشاكل. فقد يستعمل رسائل التهديد ضدك، وقد يقدم شكوى قضائية في حقك.

٣-احتفظ بالادلة

٤- احجبه من كل مواقع التواصل الاجتماعي وامنعه من الوصول لهاتفك وحساباتك الرسميه

كونوا اصدقاء ابناؤكم ويجب توعيتهم في التعامل مع الاخرين بوعي ويعرفون حدودهم وحدود الآخرين معهم ، علموهم حقوقهم وحقوق الاخرين .

اخبروا ابنائكم أنهم يمتلكون شخصيات جميلة وأنهم حتما سيجدون من يرافقونهم، لابأس إن تعرضت للرفض ولا بأس إن لم تكن اجتماعيا، المهم أنك تمتلك من الاخلاق والخصال الحميدة المميزة

وعلموهم الدفاع عن نفسهم بالطرق الرسمية وبالحسنى هنالك اكثر من طريقة لجعل نفوس ابنائكم في صحه سليمة وقوية مهما كان المحيط متنمراً .

رب احفظ ذرياتكم وذريتي واصلحهم واجعلهم من عبادك المتقين .

شاهد أيضاً

” مهارات التأثير الإعلامي “

  بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح: أقيمت بمحافظة بيشة يوم أمس الخميس التاسع عشر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com