الكاتبة سلافة سمباوه
هل أنت جميل ؟
ماهو مفهوم الجمال بالنسبة لك؟.
ماهي معايير الجمال لديك ؟
هل ترى نفسك جميلاً؟
جميلاً في ماذا تحديدا ؟
الجمال والقبح ليسا مقياساً لحقيقتك
لطالما كنت مصرة على أحدهم ألا يلتفت للتنمر المستمر على هيئته وشكله فكثيرون يتنمرون عليه لأنهم حقيقة يفتقرون لما يملكه حقاً من اشياء تغطي على شكله ولا يعلمون أن الجميلات يتهافتن عليه راغبات في وصله او حتى الارتباط به زوجاً .
هناك فرق بين اعتقادك عن شكلك وشكلك الحقيقي، المثير في الأمر أن اعتقادك عن شكلك يؤثر في شكلك الحقيقي. ما يعني : أنك إذا كنت ترى نفسك جميلا، تزداد جمالا كإبرازك لذاتك. وإذا كنت ترى نفسك قبيحا، تزداد بشاعة طالما أنك تلغي جوانبك الجمالية. انتهى الأمر حيث تؤتي مقولة سنيكا الإبن مفعولها هنا “ما تعتقده عن نفسك أهمّ مما يعتقده الآخرون عنك”. المؤثّر في القضية أن الواحد قد يتنازل عن القيام بأمور معينة لاعتقاده بأنه ليس بالجمال الكافي، أو بأنه أقبح من أن يحصل على ما يريد. وهو ما يرتبط مباشرة ورمزيا بالوحش المنسحب في المغارة. والمغارة هي الاكتئاب أو اليأس أو أي شيء ” يظلّم الدنيا في وجهك ”
وبما أن مطلق الجمال يرتبط بالحسناء، الغريب في الأمر، هو حينما تقول للحسناء “إني أحبك”، تتساءل بخجل ماكر وكبرياء “ماذا أعجبك في ؟
(ما يعني لما أنا بالضبط وهناك من هن أفضل وأجمل مني؟)
إلى متى ستظلين مغفلة ؟ . ألم يقع ببالك أنه لم يكن ليهتم بك من الأساس لولا أنك مثيرة له ؟!
الموقف لا يتوقف هنا، بل يضج حتى في المواقع الافتراضية حيث يتم استبطان حكم مقارن للذات من خلال الضغط على زر التفضيل طالما أن صوره أو صورها تحصل على تفضيل أكثر مني فهي أجمل مني.. طالما كان عدد المتابعين يزداد يومياً فهي أو هو يمتلكان شكلاً ومضمونا أفضل مني .
في قصة سنوايت، الملكة الفاتنة بكامل قواها العقلية، تظل طوال اليوم واقفة أمام المرآة تسألها : “من أجمل من في الكون يا مرآتي؟”، واضعة عقلها المعطوب في: فئة مراهقة تتسابق مع الأقزام في الغابة !
وقصة البجعة المسحورة في سمفونية تشايكوفسكي وهي تنتظر أن يحبها الأمير لتشعر بدلال الأنوثة.. هكذا غالبية الناس يشعرون بأنهم ضفادع وبجعات، في انتظار أمير(ة) تطبب على مظاهرهم المنفرة ونفسياتهم المشوشة نوعاً ما .
الجمال والقبح، مفهومان فلسفيان ليس لهما مقاييس محددة، هما احساسان يكمنان في الرؤية، سواء في رؤيتك أو رؤية الآخر لك. فمن لا يرغب بأن يراك جميلا، ليس لدينا ما نفعله لأجله، ومن رآك جميلا فكن ممتن لما رآه منك من جمال
الجمال والقبح يكمنان في التفاصيل
من يحبك ومن يكرهك، يُعنيان بالتفاصيل
في اللامبالاة تجاهل لتلك التفاصيل
في الكره تعامي عن جمال التفاصيل
فقط الحب يهتم بجمال وقبح التفاصيل، بكليتك، مجزءاً، متجمّعاً
أنت جميل لمن يحبك، بقبحك
في الحب قبحك مُكوّن من مكونات جمالك الخاص
فليس غير الحب يهتم حقاً بالتفاصيل
في الإعجاب تدرك أن الآخر يصبح أجمل حين يتجمّل أما في الحب لا تحتاج لإدراك، هو دائما أجمل في عينيك .