ماذا سيخسر العالم بعد موتك؟

بقلم/ صالحة القحطاني 

عندما نفكر في رحيلنا عن هذا العالم، يجب أن نتأمل في الأثر الذي سنتركه وراءنا. فكل شخص هو نجم يتلألأ في سماء الحياة، وفقدانه يعني غياب شعاع من النور. ماذا سيخسر العالم بعد موتك؟ هل ستترك فراغاً عاطفياً في قلوب من حولك؟ هل ستكون ذكراك مليئة بالأعمال الطيبة التي سطرتها في حياتك؟

علاقتك مع الله

إن أول ما يجب أن نفكر فيه هو علاقتنا بالله. هل كنت تؤدي الصلوات والعبادات بانتظام؟ هل كانت صلاتك نافذة لك على الأمل والرحمة؟ عليكم أن تسألوا أنفسكم: كيف كانت تلك العلاقة؟ هل جعلتم من العبادة مصدراً للسكينة في قلوبكم، وعلامة على حبكم لخالقكم؟ فإن كانت العلاقة صادقة، فإن أصداءها ستظل تتردد بعد غيابكم.

كيف كنت مع من حولك؟

هل كنت بلسماً لمن حولك؟ هل قدمت شيئاً لوالديك وإخوتك يخفف عنهم آلامهم؟ انظر إلى الزملاء والأصدقاء، هل كنت تضفي عليهم السعادة وتكون عوناً في اللحظات الصعبة؟ هل شعرت بأن غيابك عنهم سيترك أثراً هاماً؟ إن الأعمال الطيبة التي تزهر الروح وتترك بصمة في قلب الآخرين تعد من أهم ما يمكنك أن تقدم في حياتك.

العمل التطوعي ومساعداتك

هل سخرت نفسك لعمل الخير؟ ماذا قدمت للمجتمع الذي عشت بين أفراده؟ هل كان لديك دور في العمل التطوعي، وفي إسعاد الآخرين؟ فإن مساعدة المحزونين وكفالة الأيتام وبذل المعروف لمن تعرف ومن لاتعرف ليست مجرد أعمال، بل هي رسائل حب تصل من قلوب المحسنين و إلى عالم يفتقر للكثير من العطف.

ماذا قدمت لوطنك؟

هل قمت برد الجميل لوطنك؟ ماذا فعلت لتكون جزءًا من التغيير الإيجابي الذي تسعى إليه؟ الوطن يحتاج لكلّ يد تساعِد، وكل فكر يبني، ولقلب مخلص. أن تكون وطنياً يعني أن تسهم في بنائه وتحقيق أحلامه.

اهتمامك بنفسك

لا تنسَ نفسك في كل ذلك. هل كنت حنونًا عليها؟ هل تسعى لتحقيق أمنياتك وتتفقد حاجاتك؟ احرص على إغناء عقلك بالعلم، كما تغذي جسدك بالطعام والشراب. فالعلماء والأدباء ينيرون دروب الحياة بالمعرفة، ولا عذر لك في التقاعس.

كيف تقضي وقتك؟

هل تصنع لنفسك بصمة في هذه الحياة؟ استثمر كل لحظة في تحسين ذاتك والارتقاء بها. احرص على أن تكون أصيلاً، واعتز بكونك نفسك، لا نسخة مقلدة من الآخرين.

ختاماً /

عند رؤية نهاية أي لحظة من حياتك، تأمل في إجابات تلك الأسئلة. ماذا عملت؟ ماذا أنفقت من مالك ووقتك؟ هل كانت حياتك تمتلئ بالأهداف الطموحة والطموحات النبيلة؟

ليكن يوم رحيلك يوماً مميزًا، تضج فيه الذكريات الجميلة، وتظل سيرتك تتردد في قلوب الآخرين. اترك وراءك مآثراً طيبة، وعطر جمالك ينتشر ، وسيرة خالدة تبقى حاضرة في أذهان من أحببتهم.

شاهد أيضاً

إيران اتخذت القرار السليم

بقلم / حسن سلطان المازني يبدو لي ان ايران بدأت تلتمس الطريق السليم ففي ظل …

2 تعليقات

  1. نايف العسيري

    الله يجعل ذكرنا عنده سبحانه مع ملائكته حسناً طيباً فإن حسن ذكرنا عند الله حسن عند خلق الله .. مقال رائع وجميل بجمال من كتبه ..

    • أ.صالحة القحطاني

      اللهم آمين ممتنة لمرورك الراقي أخوي نايف وكلماتك الطيبة
      فشكر الله لك .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com