
بقلم/ إبراهيم العسكري
الود والقبول يمنحه الله من يشاء من عباده فكثيراً ما اسمع من الاوفياء فقط جملة (على خاطرك شيء) والمقرب منهم ربما يستحلف بقوله (اسألك بالله على خاطرك شيء)وهي جملة تقال في الغالب من مرهفي الإحساس ومن يملك قراءة العيون للطرف الآخر ولديه القدرة على الاستشعار بتفهم من يتحدث معه ويثق به بأول وهله .!
هولاء النخب امتلك منهم بفضل من الله اقل من اصابع الكف كأصدقاء صادقين الروح بالروح وهم يكفون لمؤازرة صروف الحياة وانا فخور ان منحي الله بفضله إياهم وأمثالهم وأفخر أن يكون في رفاقي هؤلاء فلهم الشكر الجزيل بعد شكر ربي ان منحي اياهم فعندما تشتد العواصف ومفاجآت الحياه لا اتردد بقصد ايهم سواءً بطلب المشورة او الدعم عند الضوائق أو غيرها بأي شكل كان الاحتياج.!
لا أريد الإطالة بالمدح لمثلهم فلن أسميهم ولن يأبهون بالمدح والثناء ولا يرغبون الإشارة لهم لأنهم يعتبرون ذلك واجباً حظوا به وكرامة منحهم الله القدرة ان يمنحوا من خيراتها لغيرهم .
هم بلا شك كنز من كنوز الدنيا حبانا الله بوجودهم في الحياة.!
اشعر اني اطلت في المقدمة لتسهيل ما اود البوح به مما في خاطري ونفسي اقوله من بضع سنين عجاف.!
يا سادة يعيش على النقيض بالطرف الآخر من يقتات ويتسلق اكتاف الآخرين ويرنم على جراح غيره كي يصعد لما يسمى بالشهرة المزعومة التي نرى منهم الكثير من عديمي المحتوى او عفني المحتوى ويتحدث وهو مستغرب لذاته كيف صعد لأنه كان يعتقد انه اقرب الى السقوط وبقدرة قادر تمشهر ليشار له بالبنان من اولائك الذين صعد على اكتافهم من خلال المتابعة والدعم لما يسمى بالمشيهير تصغير مشهور..!
نعلم يقينآ ان المشهور الصاعد على غفلة او من نشأ ببرج عاجي او احتال لجلب اراض لم تكن له في الاصل كل اولائك تختلف ظروفهم بالطبع عمن لزم القناعة والصمت والادب واكتفى بما قُسمَ له بالحلال وبقي في محيطه مع كفاح دائم لأجل البقاء.!
ينظر اهل الابراج العاجية واصحاب شهرة الغفلة او اهل الانتهازات المضروبة ان الآخرين امامهم اقزام فيحجمونهم بالدونية ولو قُدر لهم بالسقوط من تلك الابراج اللامعة او انحدار لاهل تشهير الغفلة او غيرهم ثم عاشوا مكان الواقعيين بالرضى ومارسوا طقوسهم ولو لعام واحد ربما لسقطوا وذاب تحجيم النفس لديهم كالملح في الماء فالمقاومة لديهم ايضآ مضروبة وتسترخي كلما اجهدها الكفاح لانهم لم يعتادوا الصعاب .!
اما من نشأ في ظروف حالكة بطبيعة الحال فيحاولون المقاومة بقوة وعزم مع ماتوفر لهم من المعطيات الدونية المتاحة لهم لآخر رمق وقد يتجاوزون الصعاب او ربما يتعثرون بسبب مفاجآت تفوق قدراتهم كبشر محدود الامكانات .!
ما اود قوله موجه بوجه خاص لمثلهم ولذلك المتفلسف الذي يقول دائمآ عش حياتك باريحية وكل واشرب مما لذ وطاب وقم بشراء الغالي والماركات وسافر وعش اللحظة بسعادة دائمة.!
فاكرر له ماقلته امامه لحظة النقاش بلا خجل ان الظروف التي كنت فيها يا بطل تختلف كليآ عن ذلك اليتيم ابن القرية الذي عرف نفسه بين اخوه صغار وهو مسؤل عنهم وعن اهل بيته يكابد بقوت بسيط في حين انك ورثت بأقدار الله ما يكفي لمن تتحدث عنهم بالدونيه(2%)لييعيشوا افضل منك.!
نحن هنا لا نحسد او نعترض على الاقدار ولكن نقول لمن خدمه الحظ او الشهرة المزعومه او الدعم المفاجيء لا تحتقر اولائك البؤساء او البسطاء اهل الاقدار الاقل حظآ
فأن ميزانك في الوصف والقياس والوزن غير عادل وحتى النصح والفزعة التي تتملق بها وكل وعودها سراب في سراب.!
ملخص القول قد اوجزته للفهيم لعل التلميح يغني عن التصريح .!
ومضة:
يقول ابن الجوزي رحمه الله:
سنينُ الجَهدِ إن طالت ستطوى
لها أمدٌ وللأمد انقضاءُ
لنا بالله آمالٌ وسلوى
وعندَ الله ما خابَ الرّجاءُ
إذا اشتدّت رياحُ اليأس فينا
سيعقب ضيق شدّتها الرخاء
فبعد العتمة الظلماء نورٌ
وطول الليل يعقبه الضياء
أمانينا لها ربٌ كريـم
إذا أعطى سيُدهشنا العطاء
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
إمامنا الشافعي – رحمه الله تعالى – قال :
المرء يُعرف في الأنام بفعله
و خصائل المرء الكريم كأصله
أصبر على حلو الزمان و مرّه
واعلم بأن الله بالغ أمره
وأعجب لعصفور يزاحم باشقا
إلاّ لطيشته وخفّة عقله!