
بقلم / محمد عمر حسين المرحبي
قبل أيام من الزيارة التاريخية التي قام بها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، علت في منصات التواصل أصوات اعتادت التشكيك والتقليل من شأن كل خطوة تخطوها المملكة نحو المستقبل. ومع أن هذه الأصوات باتت مألوفة في لحظات النجاح، إلا أنها تكشف حجم تأثير المملكة ومكانة قائدها عندما تُستأجر جهات معادية لتحريف الحقائق وبث السموم وخلق جو من السلبية قبل أن تقلع طائرة سموه بساعات. وما إن حطت طائرته في أرض الزيارة حتى ظهر المشهد الحقيقي الذي حاول أولئك طمسه؛ استقبال مهيب لم يحظَ به كثير من قادة العالم، وتقدير بالغ للرجل الذي أصبح رمزًا للقوة والوضوح والطموح.
إن هذا الاستقبال ليس مجرد بروتوكول سياسي، بل شهادة عالمية على المكانة الكبيرة التي يتمتع بها سيدي ولي العهد في قلب السياسة الدولية، وعلى حجم الاحترام الذي يحمله له الرئيس دونالد ترامب وكثير من قادة العالم وشعوبه. فقيادة الأمير محمد بن سلمان لم تعد شأناً محليًا فحسب، بل أصبحت نموذجًا في الحزم والإصلاح والرؤية المستقبلية التي تتطلع إليها دول عديدة. إن حضوره السياسي والاقتصادي والدبلوماسي بات يعكس الصورة الجديدة للمملكة: دولة واثقة، مؤثرة، تصنع القرار ولا تنتظر أن يُصنع لها.
وقد أثبتت رؤية ولي العهد أن نهضة المملكة ليست مشروعًا وقتيًا، بل مسار إستراتيجي متكامل يقوم على التنمية الشاملة، وتمكين الشباب، وإطلاق الصناعات الوطنية، وتطوير الاقتصاد، وتعزيز مكانة المملكة كقوة عالمية في الطاقة والمال والتكنولوجيا. هذه الإنجازات التي يشهد بها البعيد قبل القريب لم تأتِ من فراغ، وإنما جاءت نتاج قيادة واعية تعرف كيف تُحدث الفارق وكيف تحوّل التحديات إلى فرص، وكيف تجعل من المملكة دولة يُحسب لها ألف حساب في الشرق والغرب.
ولم يكن حمل سموه لقضايا الأمة الإسلامية مجرد شعارات، بل مواقف واقعية، ومساعٍ صادقة في توحيد الصف، وتخفيف الأزمات، ودعم الاستقرار في المنطقة، والوقوف مع القضايا العادلة في كل محفل. وقد بات واضحًا للعالم أن المملكة اليوم بقيادته ليست فقط قوة اقتصادية وسياسية، بل هي قلب العالم الإسلامي، وميزان اتزانه، والسند الذي تعوّل عليه الشعوب في لحظات الفتن والاضطراب.
أما تلك الأبواق المحمومة التي تظهر مع كل نجاح، وتختفي مع كل إنجاز، فلا نقول لها إلا كما قال سموه: نحن شعب طويق، لا تنطلي علينا ألاعيبكم ولا تصرفات من يغيظه صعود المملكة ونجاحها. ولتبقَ القافلة ماضية إلى المستقبل بقيادة رجل عظيم أثبت أن الحلم يمكن أن يصبح نهضة، وأن الطموح يمكن أن يتحول إلى واقع، وأن المملكة العربية السعودية قادرة على أن تصنع مستقبلها كما تشاء، لا كما يريد الآخرون.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية