أصدقاء الفرح

بقلم الأستاذ / أحمد عبدالله ال طراف

تمضي الليالي قبل الأيام وتتسابق في مشهد سريع لايمكن ادراكه أبدا .

إنه الزمن في حياتنا الدنيا نحسبه طويلا ومملا .

لكننا ندرك لاحقا أنه سريع ومخادع ويترك وراءه ركاما ودمارا وذكريات بعضها سعيد والبعض مؤلما .

لست في هذا واعظا ولا مذكرا إطلاقا.

لكني تخاطرت مع عقلي وعزلت قلبي بعض الوقت وحبست انطلاقي نحو المستقبل قليلا . للتأمل والتفكر.

توحدت في ردهة هااادئة وساكنة المحيط . واوغلت في مامضى من ليالي وأيام لكي أحصي الاصفياء . والانقياء. والاخلاء . والأعداء.

وكل من صادفتهم في الخمسين عاما الماضية .

لا أخفيكم سرا أنني قد أنسى البعض لأنهم لم يقدموا فرحا ولا ألما فكانوا نسيا بين صفحات تلك السنوات المطوية داخل ذاكرتي واتوقع ان عقلي قد قرر ان لايظهرهم مجددا على قائمة الذكريات ….

والبعض الآخر كانوا فرحا غامرا وبهجة أسعدت قلبي المحب واقنعت عقلي المتدبر والمتأني بأنهم قد دعموا حياتي ومسيرتي الماضية من الليالي والأيام . وأمدوا روحي داخل جسدي بالأمل والسعادة والسرور وحسن الظن والتوقد النفسي الذي رفع من قدراتي وطاقاتي الجسدية والنفسية لسنوات وسنوات .

ولطالما كان البعض مؤلما في حياتي فلم يستطع العقل محو سجلاتهم .فهم يترددون على ذاكرتي ويطرق ألمهم خلايا عقلي بمشاهد لياليهم وأيامهم الكئيبة التي أحرقت حيزا كبيرا من مسيرة تلك السنين الماضية وحجمت انطلاقي نحو أفق وطموح واااسع كنت انظر إليه بعيناي وادركه بعقلي وأحدث به قلبي .

لكنهم كانوا لي بالمرصاد مع كل خطوة اتقدمها فاخشاهم واتراجع خطوات للوراء …وهكذا تمر السنين واخسر جزءا من الطموح والنجاح الذي كنت أراه في الافق امامي وأحدث به قلبي .وتراه عيناي .

لكنه طموح ونجاح تحول الى سراب … للأسف بسبب هؤلاء المؤلمين الخبثاء .

ابعدهم الله عن طريقكم .

اكملت الستين وأنا انظر للافق مرات ومرات لعلي اعود بالذكريات إلى كل جميل وكل سعادة عشتها فيما مضى .

فرأيت ذكريات السعادة واهلها هي الغالبة وهي الشافية وهي المطمئنة وهي التي تطلق الضحكات البريئة على شفتي وتقلل من تجاعيد جبهتي ومحاجر عيناي . وآلام مفاصلي .

فسقى الله أيامكم أيها الأصفياء وأيها الانقياء وأيها الأخلاء.

لازلت ابحث عنكم واتعمد الإلتقاء بكم .

فلا تبخلوا بإكمال عطاءكم وانتم الكرماء بعطفكم وبحنانكم وبدفء لقاءاتكم وبوفاءكم وبصدق علاقتكم .

فهي علاقة حب في الله

أبها ١٤٤٧/٦/١٣

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

2 تعليقات

  1. احمد عبدالله

    قامة و هامة و عقل رشيد يا استاذ احمد.

  2. لا تَشكُ للناسِ جُرحاً أَنتَ صاحبُهُ
    لا يُؤلمُ الجرحُ إلا مَنْ بِهِ أَلمُ..

    فالهمُ كالسيلِ والأمراضُ زاخرةٌ

    حُمرُ الدلائلِ مَهما أَهلُها كتموا

    فإنْ شكوتَ لِمنْ طابَ الزمانُ لهُ

    عيناكَ تغليْ ومَن تشكو لهُ صَنمُ

    وإذا شكوتَ لمَنْ شكواكَ تُسعدهُ

    أضفت جُرحاً لجرحِك اسمهُ الندم

    مَنْ يندبُ الحظَّ يُطفئُ عينَ همتّهِ

    لا عينَ للحظِّ إنْ لم تبصر الهِمَمُ

    كم خابَ ظنّي بِمَنْ أَهديتُهُ ثقتيْ

    فأجبرتنيْ على هجرانهِ التهمُ

    لا اليأسُ ثوبِيْ ولا الأحزانُ تكسرنيْ

    جُرحيْ عنيدٌ بلسعِ النارِ يلتئمُ

    عدالةُ الأرضِ مُذ خُلِقتْ مزيّفةٌ

    والعدلُ في الأرضِ.. لا عَدلٌ ولا ذِممُ

    فالخير حَمَلٌ وديعٌ خائفٌ قلقٌ

    والشرُّ ذئبٌ خبيثٌ ماكرٌ.. نَهِمُ

    فالمالُ والجاهُ تمثالانِ من ذهبٍ

    لهما تُصلّي بكلِّ لغاتِها.. الأُمَم

    شكواكَ شكوايَ يا مَنْ تكتويْ أَلماً

    ما سالَ دمعٌ على الخدينِ.. سالَ دَمُ

    ومَن سِوى اللهِ.. نَأوِي تحت سِدرتِه

    ونَسْتَعِينُ به عَوناً ونَعْتَصِمُ؟

    كَنْ فيلسوفاً ترَ أَن الجميعَ هُنا

    يتقاتلونَ على عَدمٍ.. وهُمْ عَدَمُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com