أي وطن هو ذاك الذي ينتظر رجلا بقامة عبدالله بن عبدالعزيز ، وأي ” رجل ” هو عبدالله بن عبدالعزيز عندما ينتظره وطن بحجم المملكة العربية السعودية ، نتفق ونختلف على مجريات حياة إنما في الختام نتفق ولا نختلف على ” الرجل والقامة والملك ” عبدالله بن عبدالعزيز لأن بساطته وفطرته النقية تدهشك وتأسرك ، تشاهده فتعرف ماذا يعني ” حب مَلِكْ ” ؟ وكيف يكون ملك أشبه ” بـــ” أب ” ؟ ومن الذي اجتمعت فيه صفتين ” القيادة والأبوة ” ؟ .
بالأمس لن تجد مواطنا سعوديا ولا مواطنة سعودية لم يضبطا ساعتيهما على الثانية ظهرا ، انتظارا لخطاب استثنائي من ملك عظيم لشعب وفي ، قبل الموعد المنتظر ظلت الأفكار المبكرة ، والتوقعات المتقاربة تتداولها ألسنة الناس ، تبعد وتقترب في المجمل لكنها توشك أن تتفق في المضمون وتلتقي في الخطوط العامة الحاسمة ، والنقاط الصريحة الواضحة لتضم اطلالة الأب عشرون قرارا تاريخيا أعقبت كلمة وصلت للقلب مباشرة كما هي العادة .
القرار التاريخي يمثل نتاج إلمام ومعاينة ولي الأمر لحاجات الشعب ، هو قبلة حنونة دافئة يوزعها ولي الأمر على أفراد شعبه بالتساوي ، وبما يضفي على حياتهم القادمة طعما جديدا ، ومستقبلا مشرقا ،
القرار التاريخي يُحْسَبُ قراءة واعية لما كان ينتظره المواطن ، ويدور في خلده مدة زمنية سابقة ، هو علاج لجروح ولدت ولادة طبيعية أو متعسرة ، ووثيقة صريحة مطروحة للمشاهدة يكتشف من خلالها الحاسد والمشكك والحاقد أن هناك حبا مشتركا ، وتقاربا فطريا ، وولاء مختلفا بين الشعب العاشق والقيادة المُسْتَحِقَة .
قراراتنا التاريخية العشرين في القرن العشرين هي حلول مباشرة وأوراق عمل عاجلة لم تترك مفصلا محليا لم تأتي إليه بالفكرة والدعم ، يحتاج كل قرار فيها أن نعبر أسطره بهدوء ، ونستخلص ماذا تعني تفاصيل التفاصيل وماذا ستقدم للمواطن السعودي وكيف يتقاطع معها بما أوجدت من أجله ، والأهم أن يعرف أنها من أجله ولصالحه .
يستحق شعب وفي مثل هذا الالتفات المبهج ، ويحق للمواطن أن يفخر ويفاخر بولاة أمر يحضرون في التوقيت المناسب ، ويعتزون بإنسان هذا الوطن ويؤكدون أنهم قريبون منه جدا .
قدمت الحكومة من المال ما يبرئ ذمتها ، منحت أي جزء يعاني قصورا أو فتورا ما يكفيه وأكثر ، شريطة أن يقع المال في أيدي من يعرف لماذا كان في يديه تحديدا وأي أمانة يحملها ؟ وماذا عليه أن يصرفه فيه ؟ .
لم يحدث أن قلقنا على حاضر ولا مستقبل ونحن على تراب وطن أصيل وبين أيدي قادة مختلفين ، ولن نخاف من شيء ، ونحن في حضرة وطن لا يشبهه وطن ، نخاف فقط من المليارات والملايين التي هطلت برفقة القرارات التاريخية ، نخاف منها أن يتناولها فاسد أو يمضغها فساد أوجعنا زمنا فائتا وسيوجعنا أن لم يقف له كل مواطن سعودي صالح كما وقف قائد لوفاء شعب شامخا طيبا صريحا معطاء ، ونخشى فقط أن يصبح الزمن لعبة مطاطية يتقاذفها المسؤولون لنحرم من أن نعيش يوما تاريخيا قادما يتضمن تحول جل القرارات الى منجزات حقيقية وراقية ، شكرا لقائد ووطن ، نحبهما وهذا لا يكفي .