فوددت تقبيل الأحداث

فوددت تقبيل السيوف لأنها ** لمعت كبارق ثغرك المتبسم

أستميح الشاعر الرائع عنترة بن شداد في هذه الإستعارة. حيث أن هناك أحداثا مختلفةمستجدة في حياتنا وددنا تقبيلها لأنه كان لها الفضل في تجلي بعض الأمور على حقيقتها. رغم أن بعض تلك الأحداث كانت أليمة وغير سارة لكنها تمخضت عن بعض الفوائد الذهبية.

ومن تلك الأحداث:

مايسمى بالربيع العربي:

** فقد أظهر الحدث عيانا بيانا خطورة العبث بأمن البلاد والعباد, وأن الإستقرار مصلحة عليا لا ينبغي المساس بها, وأن المظاهرات ليست دائما هي الحل.

** الرسوخ الخليجي

رسوخ دولنا الخليجية وتلاحم قياداتها وشعوبها. حيث توقف هذا الإجتياح الربيعي عند تخوم الخليج العربي وذلك لإجماع الشعوب الخليجية على أسرة الحكم بالتزكية والتراضي وتكامل الأنظمة الخليجية على مستوى الخبرة من خلال الأحداث التي عصفت بالمنطقة سابقا والتكامل أيضا على المستوى الإجتماعي المتقارب جدا. بالإضافة إلى إحلال إصلاحات شاملة مما أدى إلى تماسك الشعوب الخليجية بأنظمتها الحاكمة.

**حزب إيران.

لقد كشف الحدث ضلوع إيران الإجرامي في سوريا وذلك بتنفيذ هذا الحزب المذكور للقرارات الصادرة من طهران, وتحوله من المقاومة لميليشيا عابرة للحدود ومذعنة للأوامر الصفيونية.

** سقوط حزب الإخوان

وكان لهذا الحدث الفضل في كشف أوراق حزب الإخوان المسلمين كتنظيم سياسي. فلطالما تشدق الكثيرون منهم زمنا طويلا بقدرتهم على إدارة دفة الحكم في أي بلد. وراهنوا على نجاحهم المنقطع النظير حين تمنح لهم الفرصة في أي زمان وأي مكان. ولا تعليق أكثر من ماهو موجود في الساحة العربية الآن.

** المشائخ “الأخونجية”

كشف هذا الحدث دعاة وشيوخ كانوا ينفون عن أنفسهم إنتماؤهم لأي فكر تنظيمي البتة وإذا بالحدث يكشف كذب البراءة من كل الميول الحزبية وتلبسهم بالجرم المشهود.

أصبح المشهد ـ عند تولي حزب الإخوان وبعد سقوطهم ـ مرتعا خصبا لكشف التوجهات الحزبية والفكرية للكثير من الدعاة والشيوخ والأكاديميين.

ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار من لم تزود

** الخلافة الإخوانية الحديثة

من إفرازات الأحداث الآنية، استعادة فكرة الخلافة الإسلامية على يد الحزب الإخواني. أما وقد ألهب الشيخ السعودي المتأخون حماس الطامعون المتلهفون للسلطة الإسلامية المزعومة حين وعدهم وعدا “بلفوريا” من منبر الجمعة بمصر قائلاً: “…وأقسم بالله أن الخلافة الإسلامية مقبلة وكأني أنظر إليها بعيني الآن”. نعم إنه يراها “بقرّة” عينه.

كانتتلك بمثابة إرهاصات جلية للوثوب على السلطات السياسية تمهيدا لإقامة الخلافة الإخوانية العظمي الممتدة من المحيط إلي بلاد الأناضول وربما تتعداها. عندها تصبح بلادنا مجرد أقاليم تحتكم لأمر” البابا الإخواني” أقصد المرشد الأعلى لاقدر الله.

** الإنقسام الشعبي السعودي

في قضية مصر، إنقسمت الآراء في المجتمع السعودي إلي قسمين.

قسم إنساق عاطفيا مع الحزب الإخواني لإنخداعهم بإسم الإسلام بينما هم مغيبون عن الأجندة الإخوانية على حقيقتها رغم إنكشافها لدى الغالبية وبالأخص أهل مصر الذين هم أصحاب الشأن والأقرب للحدث.

وقسم آخر وهم العقلاء والمثقفون والنخبويون الذين كان موقفهم منساقا مع القرار الرسمي لحكومتهم السعودية. ويُحسب لهذا القسم إحترام القرار السياسي المحلي والوقوف الدائم مع توجهات بلدهم في كل المحن والأزمات مساندين بذلك القرارات الرسمية لحكومتهم سواء المصيرية الأممية أو التنموية المحلية.

لقد أثبتت الأحداث المصيرية (مجددا) أن النخبة هم صمام الأمان دوما.

شكرا للأحداث(مجددا).

** باسم يوسف

طبيب جراح..قلوب الناس يداويها..وعمايل الإخوان يجليها..بطريقته الساخرة الرائعة القاصفة لكل حدود الحزب. عرفنا هذا المبدع وظهرت لنا موهبته المتألقة بعد هذا الحدث الربيعي.

** عبد الفتاح السيسي

ذلك الوجه البطولي القومي الجديد. وكعادة الأبطال العظماء في الظهور من خلال الأحداث العظيمة فرسانا يخلصون شعوبهم ليسطروا بطولات تظل خالدة في خلد الأمة وفي ثنايا التاريخ.

يعشقه الشعب المصريو ينسبون له الفضل في إسعادهم حين خلّصهم من الحزب الإخواني المستبد. ولا أدل على العشق المصري لهذا البطل القومي إلا إستجابتهم له حين طلبهم منحه الضوء الأخضر للتصدي للإرهاب ومواجهة مظاهر العنف فخرجوا في المياديين بالملايين، يحملون صوره وصور جمال عبد الناصر إشارة إلى وجه بطولي قادم جديد.

لقد أذهل الجنرال السيسي العالم قاطبة وأثبت أنه هو والجيش الحصن الحامي لمصر.

شكرا للأحداث..شكرا لكم

>

شاهد أيضاً

3 مواجهات غداً في انطلاق منافسات الجولة 28 من الدوري السعودي للمحترفين

صحيفة عسير ــ الرياض تنطلق غدًا الخميس منافسات الجولة 28 من الدوري السعودي للمحترفين “دوري …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com