التكريم عندما يفقد معناه

خدمة الأندية الرياضية ليست شعاراً للتباهي والتفاخر والاستعراض .. وأنا أختلف مع اللاعب هاوياً كان أو محترف عندما يقول أنه أمضى سنين طويلة في خدمة النادي ، مع أنه في الواقع خدم نفسه وبمقابل مجزي يسيل له لعاب أي موظف حكومي في المرتبة الخامسة عشرة ..

والنادي وإضافة إلى الرواتب والمكافآت المجزية لكل لاعب هاوياً أو محترفاً .. وكذلك وكما هو معلوم يتكفل النادي أيضاً قبل وبعد المباريات وخلال المعسكرات داخل وخارج المملكة بالأكل والشرب والملابس والعلاج والتنقلات والسكن وتذاكر السفر ومصاريف الجيب والمكافأة ومقدمات عقود إضافة إلى ما يحصل عليه اللاعب من تحت الطاولة بين آونة وأخرى .. أما الخدمات الإدارية التي تقدم لهؤلاء فعددها لا يمكن حصره .. وينسحب بعض ذلك أو كله على الأجهزة الإدارية والفنية وكل الخدمات المساندة الأخرى .. وفي حال تأخر أي ناد عن صرف الرواتب أو المكافآت أو غير ذلك من الخدمات الأخرى فإن هذا المدعي بخدمة النادي سيضع أصبعيه في أذنيه ويصرخ بالويل والثبور وينسى وفي لحظة كل ما قدمه له ناديه من منافع مادية ومعنوية .

ولذلك فإن الإدعاء بخدمة النادي إدعاء في غير مكانه وخصوصاً في الـ 15 عاماً الأخيرة .. لأن كل شيء بثمنه كما يقولون .. ومن هنا فإن التكريم يجب أن يقتصر على الداعمين بصمت والذين يبذلون وبسخاء من وقتهم وجهودهم وأموالهم .. ودون منة أو ضجيج إعلامي ..

وأرى أن يقتصر التكريم والشكر على من قدم خدمات جليلة من أي نوع شرط أن لا تكون مدفوعة الثمن ..

وقد لا أذيع سراً إذا قلت أن بعض رؤساء وأعضاء مجالس إدارات بعض الأندية وخصوصاً أندية الأطراف الأربع .. يستفيدون من عضويتهم في مجالس إدارات الأندية الرياضية وقد تكون الاستفادة مادية أو حتى معنوية .. بمعنى أنهم يستفيدون ولا يفيدون .. وكذا حاشيتهم والقريبون منهم .. وهذا يذكرني عندما كنت رئيساً لنادي أبها الرياضي أن أحدهم قدم لي فاتورة بقيمة ( ساندوتش ) بمبلغ تسعون ريال ـ وعضو شرف أخر كان يبعث لي بمراسيله طالباً صرف عمولته ومصاريف السكن والتذاكر لمجرد أنه أقترح على النادي التعاقد مع لاعب لم يعد بالإمكان الاستفادة منه .. ومن هنا فإن التكريم أياً كان إذا زاد عن حده أنقلب إلى ضده وفقد معناه وكان غثاء لا فائدة منه .. وقد يكون سبباً في ابتعاد الكثيرين من دعم الأندية وخصوصاً الدعم المادي .

وأعتقد أنه لا يستوي في التكريم من دعم النادي بالملايين .. بشخص أخر حضر مناسبة عشاء تكفل بها غيره وتم تكريمه لأنه شارك في الأكل .. ومن هنا فإن معايير التكريم يجب أن تكون دقيقة وصعبة وهنا سيكون للنجاح طعم وقيمة وسيكون محفزاً للآخرين .

أما الإدعاء والتباهي بخدمة الأندية الرياضية في المملكة فإنه إدعاء في غير محله وتسلق ممقوت ومصادرة لحقوق الآخرين .. والذين ربما تم نسيانهم لأنهم كانوا يعملون في صمت .. والشكر على كل حال لا يكون على الواجب مدفوع الأجر .

*عضو مجلـس الشـــورى>

شاهد أيضاً

مجلس الشورى يعقد جلسته العادية الخامسة من أعمال السنة الثانية للدورة التاسعة

صحيفة عسير ــ واس عقد مجلس الشورى اليوم الاثنين، جلسته العادية الخامسة من أعمال السنة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com