إنها بيئات حاضنة للعمالة المخالفة والهاربة

تبين لي وبالدليل القاطع ( مع الاعتذار للبرنامج الرياضي ـ والذي يقدمه المتميز بدر الفرهود ) أن مدينتي أبها وخميس مشيط تحتلان مراكز متقدمة جداً في ترتيب المدن الجاذبة للعمالة الهاربة والمخالفة لنظام الإقامة .. وخصوصاً بعد أن تبين لهؤلاء العمال ومعظمهم من المتمرسين في أمور المخالفات بأنواعها أن مدينتي الرياض وجدة أصبحت من المدن الطاردة وليس إلى أبها وخميس مشيط فقط بل إلى إدارات الترحيل ثم إلى بلدانهم ، ( مع أن الهمة تراجعت قليلاً في الآونة الأخيرة ) .. ولذلك فإن مدينتي أبها وخميس مشيط وبالإمكان إضافة مدينة محايل عسير .. أضحت من المدن الجاذبة والمغرية جداً لمثل هذه العمالة المخالفة .. إذ أن الجو مناسب على مدار السنة .. وفرص العمل الغير مشروعة متاحة ( تقرير الوطن الخميس 17/06/2010م ) ..

ومن الأمور المساعدة الأخرى .. حرية التنقل بين مدن ومناطق المملكة مدعومة بإلزام صاحب العمل بعدم الاحتفاظ بالإقامة .. وبما أن معظم الوافدين على دراية كاملة بالأنظمة لدينا ، عكس أصحاب العمل .. لذلك فهم يعلمون أن على صاحب العمل استخراج أو تجديد الإقامة ، وهذا الإجراء لا يتم إلا بعد صدور رخصة العمل وبعد دفع قيمة بوليصة التأمين مقدماً ـ ( ولن أقول الطبي التعاوني .. لأنه لا تعاوني ولا يحزنون .. ولم يستفد منه سوى شركات التأمين الوافدة ) .. وبعد أن تتم كل هذه الخطوات مضافاً إليها التأمينات الاجتماعية .. فإنه لم يبقى أمام مثل هذا هؤلاء ومنهم عاملات المنازل بكل تأكيد .. سوى التوجه إلى أقرب مواطن أو حتى وافد من بني جنسهم ليتستر عليهم ويؤمن لهم المأوى والتنقلات والعمل وخصوصاً والكل وثائقه في حوزته .. ووضعهم أمام الجهات المختصة وكما نرى نظامي ( وزي الفل ) كما يقول إخواننا المصريون ، وطبعاً دوريات الجوازات معذورون في هذه الأحوال .. لأنهم لا يبذلون بعض الجهد للتأكد من الوثائق .. بل وربما أن بعضهم يجهلون أن هناك إقامات مزورة وبإتقان كما قرأنا في الصحف .

إضافة إلى أن بعض المواطنين هداهم الله لا يسارعون في الإبلاغ عن الهروب على أمل أن العامل الهارب سيشتاق لهم ويعود ( ويا دار ما دخلك شر ) ..

أما الكارثة أو الطامة الكبرى فإنها تأتي بعد ذلك ، إذ بعد أن يقرر العامل السفر إلى بلده ويكون قد حقق كل رغباته وأمانيه ومنها جمع ما يستطيع من الأموال .. يذهب إلى أقرب نقطة للجوازات ويسلم نفسه .. وحتى لا يشعر العامل بأي إزعاج أو مضايقة من قبل الجوازات فإنه يتم مضايقة وإزعاج صاحب العمل بالنيابة عنه .. حيث يتم إلزام صاحب العمل ( تعسفاً ) بتصفية حقوق العامل وتأمين تذكرة سفر العودة بواسطة الطائرة إلى بلده ـ ويا قلب لا تحزن ـ على رأي شيخنا الدكتور/عائض القرني وقد دعاني إلى الكتابة عن هذا الموضوع أنني قبل أسبوع تقريباً صادفت في أحد الشوارع في مدينة أبها مجموعة من العمال من إحدى الجنسيات العربية .. وهم ممن يحملون ( إقامة حرة ) مع أنني حتى الآن لا أعرف معنى ( إقامة حرة ) .. وهم يخلطون الأسمنت مع البطحاء على الإسفلت مباشرة والذي لم يمضي على إعادة سفلتته من قبل أمانة منطقة عسير سوى ثلاثة أشهر ـ وبكل أمانة استفزتني تصرفاتهم .. وحاولت وبكل لباقة ( مع أنها ليست في كل الأوقات من طبعي ) أقول حاولت أن ألفت انتباههم إلى خطأ ما يفعلون .. ولكن أحدهم جاوبني وبكل بجاحة وقلة أدب ، وقال لي وبالحرف الواحد ( وأنت إيه دخلك ).. مع أنه يعلم أنني مقيم بطريقة مشروعة وأحمل بطاقة أحوال صحيحة ..

حاولت اللجوء إلى أي مسئول في الأمانة ممن يعنيهم الأمر .. وبكل صدق لم أجد أي مسئول من مسئولي الصف الأول أو حتى العاشر من المعنيين بالأمر في أمانة منطقة عسير يتجاوب معي كمواطن ـ {{ آلمه العبث بمرافق وطنه بمثل هذا الأسلوب العبثي الحاقد والمدمر للمال العام .. وكان يرغب في إبراء ذمته بإبلاغ من يعنيهم الأمر }} وقد يكون هذا من سلبيات بعض مسئولي أمانة منطقة عسير الجدد ، والذين لا يتجاوبون مع المواطن بأي شكل من الأشكال ، والعذر دائماً جاهز .. وهو أن لديهم اجتماعات حتى ولو كان الوقت بعد منتصف الليل .

وأخيراً لجأت إلى مدير جوازات منطقة عسير ووكيل أمين منطقة عسير للخدمات واللذان تجاوبا فوراً مع إخباريتي على الأقل من باب تطييب الخاطر .

وربما أنهم سيجدون أن أوضاع تلك العمالة المذكورة أنفاً سليمة وفقاً لما ذكرته في هذا المقال .. ويتفرق دم الشارع بين الوافدين .

*عضو مجلـس الشـــورى>