المفهوم أن العفو حين يتم.. لا يُقصد به إلا وجه الله تعالى والمثوبة في الآخرة.. لكن هذه الأيام كشفت عن صورة مغايرة تماماً إذ أصبح العفو فرصة للمزايدات المالية ووضع شروط قاسية جداً مثل تهجير القاتل وذويه من قريتهم وإهدار أملاكهم علاوة على دفع ملايين الريالات وصل بعضها إلى أربعين وسبعين مليونا ما يجعل الاستجابة لهذه الشروط مستحيلة.
المفروض بمثل هذه الحالات أن يكون العفو مطلقا لله سبحانه أو الاكتفاء بالدية التي قررها ولي الأمر أو تنفيذ الحد الشرعي (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) أما ترك النفس الأمارة وشيطانها لمطامع لا تنتهي عند حد فهذا ما يتعارض مع الدين الحنيف والأصالة العربية.
ظاهرة سيئة صاحبت طلب العفو من أولياء الدم.. هي التجمهر بألوف البشر والتعرض لمواقف الإذلال رغبة في الحصول على التنازل عن القصاص يمر اليوم أو أكثر ولا تحصل نتيجة كان الأولى أن تتم المفاهمة بأقل عدد من الوسطاء يكون التوفيق حليفهم بدل التجمهر وإثارة المشاعر.
الأمر يحتاج إلى تضافر جهود الدعاة والمرشدين وخطباء الجمعة والتذكير بما عند الله من الأجر العظيم لمن تجاوز وتسامح أو الاكتفاء بالدية المحددة التي وجُه ولي الأمر بألا تزيد على 500 ألف ريال ولا يفتح باب شروط ما أنزل الله بها من سلطان.
على مشايخ القبائل ووجهائها التواصي بالحق وعدم المساعدة على ما يعارض النهج السليم كيلا تزيد الأمور تعقيدا وتتطور شروط العفو إلى ما لا نهاية ماديا ومعنويا.
لنتذكر جمعيا أن من عفا وأصلح فأجره على الله وإلا فإن إقامة الحد خير من أن تمطروا أربعين خريفا.>
شاهد أيضاً
مجلس الشورى يعقد جلسته العادية الخامسة من أعمال السنة الثانية للدورة التاسعة
صحيفة عسير ــ واس عقد مجلس الشورى اليوم الاثنين، جلسته العادية الخامسة من أعمال السنة …
عسير صحيفة عسير الإلكترونية