جازان الشعر والبحث عن جرش

خير من يتحدث عن موضوع الشعر بمنطقة جازان الشاعرة باحثها وأديبها (حجاب بن يحيى الحازمي).. تفضل عليّ بكتابه الصادر هذا العام وحاول فيه الإجابة عن السؤال الثقافي المهم المطروح على جل المشتغلين بالشأن الثقافي بجازان والذي يأتي بصيغ مختلفة منها: لماذا ارتبط الشعر بجازان وأبنائها المبدعين، لماذا يكثر الشعراء بالمنطقة، هل جازان هي الشعر؟!

كانت محاولة الإجابة عن السؤال الكبير من خلال فصول ودراسات ضمها الكتاب، رصد فيه المؤلف شيئاً من مشاركات الشعراء المعاصرين في عدد من المناسبات الثقافية والوطنية لأنها من وجهة نظره تؤكد شاعرية الإنسان والمكان بجازان. جهد جيد يشكر عليه (أبو حسن)، ومن غيره أولى بتقديمه لعلمه وفضله وسابقته؟

بالمناسبة؛ أروي على سبيل الدعابة ما دار بمجلس الأمير الشاعر (خالد الفيصل)، أثناء أيامه في عسير، حيث كان معنا شاعر جازان (محمد السنوسي)، رحمه الله، والشاعر المميز (حسن قاضي)، إذ طرح الأمير سؤالاً عن السر في تفرد منطقة جازان بكثرة الشعراء، فأجاب (السنوسي): لأن سكانها يتغذون بالأسماك وبها الفوسفور الذي يزيد الذكاء، وقال (القاضي): إن السبب المعاناة ومنها تتدفق العواطف الشاعرة، وعقبت: لأن المنطقة التي جمعت بين السهل والجبل والبحر والإنسان المتألق كانت وستظل شاعرة.

أما قصة البحث عن جرش فهي كتاب الأخ (محمد بن أحمد بن معبر)، المهتم بالتاريخ وما يخص منطقة عسير، منه حاول استقصاء ما يتعلق بالموضوع، وعلى رغم قلة المصادر إلا أنه وُفق بتقديم دراسة شبه مستوفاة عن حاضرة عسير ما قبل الإسلام، ستكون نواة طيبة لمن أراد الزيادة والاستقصاء. ويقع في (240ص)، كما بشرنا بما لديه من كتب تحت الطبع وأخرى معدة للطبع، بلغ مجموعها 76 مؤلفاً ندعو له بإنجازها قريباً لتضاف إلى ما سبق أن أصدر لتبلغ 24 كتاباً ولتبلغ المائة، إن شاء الله تعالى.>