تسمية صحيفة الوطن

نشرت صحيفة (الحياة) بالعدد ١٥/٦/١٤٣٤ ص ٢٥ خبر المحاضرة التي ألقاها الصديق الدكتور (فهد العرابي الحارثي) بنادي الطائف الأدبي عن محطات حياته وتجربته في تأسيس صحيفة (الوطن)، إذ قال (عندما قدمت الدراسات التي اختارت للصحيفة اسم “الوطن”.. إلخ)، والحقيقة أن الدراسة للصحيفة حينها لم تبدأ بعد، وأن الدكتور لم يكن معنا يوم تشرفنا بمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) أواخر عام ١٤١٨ وكان وقتها ولياً للعهد بمكتبه بالديوان الملكي بجدة.. وكنا (اللجنة التحضيرية) نلتمس الموافقة على إصدار الصحيفة.. فسألنا ماذا نسميها؟ فطلبنا منه إطلاق الاسم الذي يراه باعتباره ولي الأمر.. لكنه أصر على أن نقترح الاسم عند ذاك وعلى البديهة وابتعادا عن الإقليمية قلت نسميها (الوطن) مثلا فاستحسن الاسم وانصرفنا نحمل موافقته الكريمة بصدور الصحيفة.

قامت بعد ذلك اعتراضات بأن اسم (الوطن) متكرر تحمله أكثر من صحيفة بعدة أقطار عربية حتى وصلت الاعتراضات إلى سمو ولي العهد وبقي اختيار اسم بديل على مدى شهرين عُرضت خلالهما عشرات الأسماء على سمو الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز) الداعم الأول المؤسس للصحيفة.. ولم يتم الاتفاق على شيء.

حتى مساء اكتتاب التأسيس عام ١٤١٩ وتشكيل أول مجلس للإدارة تم الترتيب لتشرف الأمير (خالد الفيصل) ومجلس الإدارة بالسلام وعرض النتيجة على مقام الملك (فهد) وولي العهد الأمير (عبدالله) والأمير (نايف) والأمير (سلمان).. وقبل الدخول لمكتب ولي العهد سألت الأمير (خالد الفيصل) هل استقر الاسم على (الوطن) أم لا؟ .. أجاب مبتسما بأنه كذلك، وأثناء المقابلة طلبت من سمو ولي العهد (خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز) الموافقة النهائية على الاسم حسماً للجدل فتفضل حفظه الله بالإيجاب على اعتبار أن (الوطن) اسم مشاع للجميع وكل صحيفة تعني (الوطن) الذي تصدر عنه.

دور الأخ (الدكتور فهد العرابي) ومشاركته بالتأسيس كونه أول رئيس لمجلس الإدارة لا ينكر ونحتفظ له بحق الزمالة التي امتدت سنوات من الجهد والعطاء حتى صدرت (الوطن) فتية ذات صولات وجولات بين رصيفاتها بخدمة الوطن العزيز.

أما دراسة مؤسسته (أسبار) للصحيفة فلم يكن لها علاقة بالتسمية على الإطلاق كما أوضحنا آنفاً.. لذا لزم التنويه.>