من أصعب مايمكن أن تقوم به من مهمة تريد أن تحقق فيها إنجازا في يومك وأنت موظف ،حين تضطر مغادرة عملك بهدف أن تنهي مصلحتك في إحدى الدوائر الحكومية الخدمية ،فتجد مكاتب بلا موظفين ،وأبوابا مغلقة ،ومديري إدارات دونهم ومقابلة الجمهور مكاتب وموظفون ،واعتذارات حفظت “المدير في اجتماع ” أو “خرج في مهمة عمل ” والأصعب من هذا حينما تتلفت يمنة ويسرة ،وكأنك غريق يريد البحث عن قشة ليتعلق بها لينجو من الغرق ،كيف هذا ؟! أقصد حينما تطل برأسك داخل كل غرفة وأنت تجر خطواتك البائسة مما تراه من إهمال وتقاعس داخل الدائرة،أو تظل تدير بصرك هنا وهناك ،وتضطر لتفحص الوجوه المارة بك والتي قد علا بعضها “الجمود” وخلت من “الابتسامات “لتبحث عن “واسطة ” واسطة ؟!! كيف وأنا صاحب قضية عادلة ،وليس لدي سوى طلب لإدخال عداد كهرباء ،أو طلب تسوير ،أو استخراج رخصة بناء ،أو تجديد استمارة سير ؟ومع أن هذا من حقك ،تجد في هذه الدوائر الحكومية الخدمية ،من الموظفين المماطلين المهملين من يختلق العقبات ،ويصعّب المهمة على المراجعين، بسبب وبدون سبب ،لأن لديه رغبة في عدم رؤية الناس يحققون مصالحهم في يسر وسهولة ودون عناء وترج وواسطة ،عجيب والله !! وياليت بعدها قد يحقق أحدنا مصلحته ،أو إذا تعذرت جهوده أن يجد باب مدير الإدارة مفتوحا له، وقبل بابه أن يكون قلبه مفتوحا له ولغيره ،لكن مع الأسف “مشاوير تذهب هباء “يصدق فيها قول الشاعر :-
نروح ونغدو لحاجاتنا ..وحاجة من عاش لاتنقضي
فقد يموت أحدنا ،وهو لم يحقق بعض مايريد قضاءه من مصالحه كمواطن رغم أن ولاة الأمر حفظهم الله يؤكدون على مديري الإدارات والموظفين بالتسهيل على الناس ،وتقديم كل خدمة يحتاجونها ،فهذا من صميم عملهم وواجبهم.>