شاب طال عليه الزمان وهو يسلك طريق العلم حتى حظي بشهادة مرموقة من إحدى الجامعات والتي لم تتكرم عليه بوظيفة مماثلة بل وجد وظيفة دون مستواه ورضي بها ليسد رمق جوعه ويتجنب سهام الناس .
وصل إلى العمر الإفتراضي للزواج بحِسبة مجتمعنا والذي إن تعداه أصبح كنكتةٍ ساخرة تتداولها ألسنة المجتمع من حوله .
لم ينتظر هذا الشاب الوقوع في الخزي على قول الناس وإنما جاهد نفسه وجمع فتات معاشه ليُكمل نصف دينه
وبعد طول إنتظار وجد فتاة تناسبه وأحب أن يتقدم لها ، لم يتكهن بأن يصادف أي عثرات بعد كل هذا الجهد والتعب ، ولكن عندما واجه ولي أمر الفتاة إستمع لطلبات مالية تكاد لا تًصدق ، فبحسبة بسيطة سيكلفه الزواج قرابة الـ 350 ألف ريال مقارنة براتبه الذي لا يتجاوز الـ 5000 ريال أي أنه بحاجة لقضاء 6 سنوات تقريباً دون أن يصرف ريال واحد من مرتبه حتى يستطيع توفير ذلك المبلغ ..!!
بعد تفكير طويل إستسلم الشاب للأمر الواقع و وهب معاشه للقروض البنكية ، وبعد زواجه أصبح مكبول الأيدي لم يستطع توفير المال ولا حتى توفير أساسيات الحياة فأصبح هو وزوجته ضحية شجع والدها وسجينا الإلتزامات البنكية .
ما دفعني لتطرق هذا الموضوع هو واقع كئيب نراه من حولنا وسيحول علينا ، قليل هم الآباء المتفهمون لواقع الحياة الحديث حيث يهدفون لتنال كريماتهم أفضل حياة زوجية سعيدة وأن يكون زوجها مقتدراً لإعالة أبنائه.
وكثير من الآباء من ينتقدون ذلك التصرف مؤكدين بأن بناتهم أغلى بكثير ولابد أن تغلى المهور أكثر فأكثر متجاهلين بأن الشاب عندما يدفع مبالغ طائلة في بداية مشوار حياته لن يستطيع توفير لقمة العيش لاحقاً لأبنائه .
فرسالتي لكل والد فتاة عندما تتساهل في موضوع غلاء المهور فأنت لا توفر على الزوج وإنما تساهم لتعيش ابنتك حياة كريمة وسعيدة .
abonukhaa@>