بين خميس مشيط وجدة.. فتح “المعبر” وسد الذرائع

سكان جدة وسكان خميس مشيط لم تشغلهم قضايا الأسعار المشتعلة ولا البطالة ولا الفقر ولا الزحام الشديد بسبب ضيق الطرق، ولا مشاريع حلم القطارات ومترو الأنفاق.. شيء واحد يشغلهم هذه الأيام: في خميس مشيط يتحدثون عن معبر “نفق مدخل المدينة”، وقُرب موعد افتتاح النفق حسب تصريحات الأمين الجديد المهندس إبراهيم الخليل، الذي وعد بفتح “المعبر” خلال أربعة أشهر مضى منها تسعون يوماً، وبقي ثلاثون يوماً، يعني سيُعيّد سكان خميس مشيط عند “المعبر”!

 

في جدة العمل يسير على قدم وساق؛ فهناك مشاريع ستنتهي بعد 110 أيام، ومشاريع أخرى ستنتهي في أزمنة معلنة أمام الأمير خالد الفيصل، الذي يتابع بنفسه مراحل التنفيذ. أهم هذه المشاريع لسد ذرائع مخاطر السيول مشروع سد وادي قوس، وقد وعد أمين جدة “الدكتور هاني أبوراس” بالانتهاء منه خلال أربعين يوماً، أي ينتهي العمل فيه منتصف رمضان، ونحن مع سكان جدة نُعِدُّ الأيام والساعات والدقائق والثواني!

 

في خميس مشيط التجار المتضررون من هذا النفق، الذي مضى على تعليقه سبع سنوات، يراقبون كل يوم سيرَ العمل في “النفق”، وأبناء المدينة الذين غادروا للدراسة في الخارج مع بدء شق الطريق وعادوا بالشهادات العليا يحاولون عبور “المعبر” نحو الوظائف التي يحلمون بها.

 

في جدة حيث مشاريع درء مخاطر السيول ودرء مفاسد ما سبق من عقود وهمية ومشاريع مغشوشة وأطماع مدسوسة وضمائر ميتة.. يجري العمل برتم متسارع، ووَفْق أزمنة محدَّدة، لعل الجهد المبذول حالياً يُصلح ما أفسدته حقبة اللعب على المكشوف.

 

الفَرْق بين المدينتَيْن أن الأمير خالد الفيصل يتابع كل يوم سيرَ العمل في جدة بدقة متناهية، ويُثني على الجدية، ويطالب في الوقت نفسه بالجودة. وفي خميس مشيط يراقب الأمير فيصل بن خالد بهدوء يسبق العاصفة؛ فقد اختار الأمير فيصل الصمت كاختبار جدي للأمين الجديد الذي تولى بنفسه مشكلة “معبر” مدينة خميس مشيط وسحبه من بلدية المدينة في أول يوم باشر فيه بعد تعيينه أميناً لأمانة منطقة عسير.

 

أمين جدة تحت مجهر خالد الفيصل يومياً، وأمين عسير محاصَر بصمت الأمير فيصل بن خالد. وبين متابعة خالد الفيصل واختبار فيصل بن خالد يترقب سكان المدينتين فرحة العيد، فإما عبور ” المعبر” نحو سد الذرائع، وإما مواعيد عرقوبية جديدة!!!!!

 

 

alhammadi1955@gmail.com>